لأن مشكلة البحث هي إحدى عناصر خطة البحث، لابد من تصميم مشكلة البحث في نموذج خطة البحث بشكل جيد، إن هناك بعض المعايير التي يقوم الباحث باتباعها من أجل صياغة مشكلة خطة البحث في نموذج الخطة. تتمثل أولى هذه المعايير في أنه يجب على الباحث أن يصيغ مشكلة الدراسة في عبارة محددة وواضحة على الصعيد اللغوي والمعنوي، أو أن يقوم الباحث بصياغة مشكلة الدراسة في سؤال محدد وواضح المطلوب. تكمن أهمية وضوح صياغة المشكلة سواء في عبارة أو في سؤال في تمكين فهم القارئ حول الهدف المنشود من الدراسة التي يتناولها الباحث وسهولة استيعابه لمتغيرات الدراسة. إن المعيار الثاني الذي يجب على الباحث اتباعه عند صياغة المشكلة لنموذج خطة البحث هو أن تكون مشكلة الدراسة توضح العلاقة بين متغيرات الدراسة، بين متغيرين على الأقل، مع تحديد عينة الأفراد التي تتناولها الدراسة. يجب أن تكون متغيرات الدراسة الحالية تتفق مع المتغيرات التي توضحها أو تعالجها الأدوات التي قام الباحث باستخدامها في الدراسة في الجزء المخصص لإجراءات الدراسة.

يتعين المعيار الثالث في أن تكون المشكلة في نموذج خطة البحث قد حددت مجتمع الدراسة والعينة التي أجرى عليها الباحث الدراسة خاصته، لذا فيجب أن تكون عينة الدراسة التي يتم تحديدها في مشكلة الدراسة الخاصة بنموذج خطة البحث تتفق مع عينة الأفراد التي شملتهم الدراسة في الأقسام الأخرى. بينما يتمثل المعيار الأخير في صياغة مشكلة نموذج خطة البحث بصورة جيدة في أنه يجب على الباحث أن يختار مشكلة قابلة للتحري والبحث ولها أدواتها المناسبة من أجل مساعدته في التطور في كتابة نموذج خطة البحث بصورة سليمة وعلى نحوٍ دقيق.

ختامًا، يمكن القول بأن اتباع الباحث لمعايير خاصة لكتابة مشكلة نموذج خطة البحث تساعد الباحث ذاته في السير قدمًا لعملية التحري والكتابة خلال رحلته البحثية والتي بدورها تعمل على استحضار مشكلة بحثية حديثة ولكن يقوم الباحث ببناء مشكلته على بحوث ودراسات سابقة من أجل الخروج بكيف وكم جديد من النتائج التي بشأنها تضع حلولًا أكثر حداثةً للمشكلة وتقديم الاقتراحات والتوصيات بناءً على المشكلة ذاتها بصورة أحدث من الدراسات والبحوث السابقة التي تناولت نفس الموضوع والمشكلة. إن تصميم وصياغة مشكلة نموذج خطة البحث ليست بالأمر السهل لأنها تتطلب العديد من الاعتبارات التي يجب على كل باحث اتباعها خلال تجربته البحثية وإلا سيضفي على مشكلة نموذج خطة البحث خاصته شيء من الغموض.