كيفية تحليل بيانات البحث النوعي - المنارة للاستشارات

كيفية تحليل بيانات البحث النوعي

كيفية تحليل بيانات البحث النوعي
اطلب الخدمة

كيفية تحليل بيانات البحث النوعي 

 ما هو البحث النوعي؟ 

البحث في حد ذاته يحتمل العديد من التقسيمات والأنواع منها التقسيمات وفقاً للمجال وتقسيمات أخرى وفقاً لكمية البيانات وغير ذلك الكثير، ومن ضمن تلك التقسيمات يأتي البحث النوعي كواحد من أنواع البحوث وفقاً لطبيعة البيانات الدراسية المطروحة، إذ على الباحث أن يعرف الظروف العامة التي سيجري فيها الدراسة الخاصة به ليتم معرفة نوع هذه الدراسة.

ويُعرف البحث النوعي اصطلاحياً بأنه: دراسة يقوم الباحث خلالها بعملية إظهار مشكلة بحثية من خلال استخدام طرق جمع البيانات والمناهج العلمية المتعارف عليها، وعرض هذه البيانات على الأسلوب الاستفهامي لإيصال المعلومات الصحيحة والمباشرة إلى جمهور القراء مدعوماً بالتحليلات والتفسيرات.

كما يمكن القول بأن البحث النوعي هو: قالب معرفي متكامل يقوم الباحث خلاله بعملية تقديم البيانات بعد تجميعها وتحليلها كإجابات على أسئلة مباشرة تفسيرية وتحليلية.

ويرتبط البحث النوعي بعدة أمور لابد من معرفتها في هذا السياق:

  1. ظروف الدراسة: وهي الأحوال التي سيقوم بها الباحث بعملية جمع وتحليل البيانات، ويهتم البحث النوعي بإمكانية الحصول على إجابات مفسرة.
  2. مشكلة الدراسة: وهي ما يريد الباحث تفسيره وتحليله من خلال الإجابة على أسئلة تتطلب التعليل والسبب مثل (لماذا؟).
  3. البحث الكمي: التفريق بين هذين النوعيين (البحث النوعي والكمي) أمر لابد منه لفهم كيفية صياغة المعلومات واستغلال المقترحات استغلالاً أمثلاً في إيصال المعلومات.

 خصائص البحث النوعي 

الباحث المتقن يمكن أن يشير إلى أن هذه المادة تنتمي إلى البحث النوعي من خلال مقارنته المادة مع خصائص البحث النوعي والتي من أهمها:

  1. يهتم البحث النوعي بالمسببات والنتائج، فبمجرد قراءة الطرح المعلوماتي للبيانات واستشعار أسلوب التفسير والتحليل والنقاش يمكن للباحث الحكم على المادة بأنها من البحث النوعي.
  2. لا يكتفي البحث النوعي بعملية جمع البيانات وتحليلها وطرحها بشكل سطحي أو كما يقال (رؤوس أقلام) بل يتعمق الباحث في البحث النوعي في داخل المشكلة التي يتناولها ويقوم بعملية الإلمام بجوانبها المختلفة.
  3. غالباً ما يقوم الباحث في البحث النوعي بجمع البيانات وتحليلها من المعطيات فقط، دون إجراء أي تجارب، كونه يقوم بعملية التفسير والتحليل لا الإثبات والنفي.
  4. البحث النوعي يتميز بمناسبته للمجالات التي تتطلب سرداً مفصلاً للبيانات مثل (البحوث الاجتماعية والبحوث التربوية).
  5. تظهر خاصية البحث النوعي في مدى تفاعل العينة مع أدوات الدراسة، وذلك لأن البحث النوعي يتطرق لعملية ترك مجال للإجابات المقالية على أسئلة مقالية مباشرة للعينة.

التحليل الإحصائي ومناقشة النتائج


 عملية تحليل بيانات البحث النوعي 

يقوم الباحث بعملية تحليل البيانات في البحث النوعي من خلال عدة خطوات منهجية، وهي:

  1.  في البحث النوعي تبدأ عملية التحليل للبيانات بدءاً من عملية جمع بيانات البحث النوعي، حيث أن الباحث المتمرس يقوم بعملية التحليل والتفسير أولاً بأول مع كل مجموعة من البيانات يقوم بجمعها من الملاحظات والعينة الدراسية.
  2. بعد اكتمال عملية جمع بيانات البحث النوعي، لابد أن يجلس الباحث لعلمية ترتيب أفكاره الأولية التي جمعها من عملية تحليله المبدئي الذي قام به أثناء جمعه لهذه البيانات.
  3. يقوم الباحث بعملية تنظيم البيانات التي جمعها في البحث النوعي، وذلك من خلال وضعها تحت عناوين وإطارات رئيسية وفرعية وفقاً لما يراه من متطلبات الدراسة.
  4. إذا كان الباحث قد قام بعملية جمع بيانات البحث النوعي التي تحتاج لعملية تحليل إحصائي، فهنا سيقوم الباحث بعملية التحليل الإحصائي التقليدية من تفريغ ما جمعه من بيانات ومن ثم عملية تحليلها عبر إحدى البرامج الخاصة مثل (إكسل، spss، أموس).
  5. أما إذا كانت البيانات التي جمعها في البحث النوعي لا تتطلب من الباحث القيام بالتحليل الإحصائي، فهنا سيقوم الباحث بالتفسير والتحليل والتحرير للمادة المجمعة وفقاً للملاحظات التي دونها.
  6. ينتهي الباحث من عملية تحليل بيانات البحث النوعي بكتابة النتائج، وتتم عملية كتابة النتائج في قائمة واحدة إما على شكل نقاط مرقمة أو فقرات متتالية.

وقد تم توضيح طريقة تحليل بيانات البحث النوعي من خلال الشكل التالي:

 طرق جمع وتحليل البيانات في البحث النوعي


 طرق جمع وتحليل البيانات في البحث النوعي 

مصطلح جمع البيانات في البحث النوعي يشير إلى أدوات الدراسة الخاصة بالبحث النوعي، إذ أن عملية جمع بيانات البحث النوعي تتم عن طريق أدوات الدراسة، وليست كل أدوات الدراسة مناسبة لعملية جمع بيانات البحث النوعي وتحليلها، وأدوات الدراسة التي يعتمد عليها البحث النوعي في عملية جمع البيانات وتحليلها هي:

أولاً: الاستبانة: عند استخدام الباحث للاستبانة في عملية جمع بيانات البحث النوعي لابد من مراعاة عدة أمور:

  1. يعتمد البحث النوعي من خلال الاستبانة على عملية جمع البيانات من خلال الإجابات المقالية لعينة البحث، وبالتالي إما أن تكون الاستبانة في البحث النوعي كلها أسئلة مقالية أو أن تكون جامعة بين أسئلة الاختيار من المتعدد والأسئلة المقالية.
  2. عملية تحليل البيانات المجمعة من خلال الاستبانة يكون هدفها بالدرجة الأولى معرفة خلفيات الآراء والتأثير والتأثر للعينة ومشكلة البحث النوعي.

ثانياً: المقابلة: ترتبط المقابلة ارتباطاً وثيقاً بعملية جمع البيانات وتحليلها في البحث النوعي، وذلك لأن الباحث من خلال المقابلة يتمكن من فهم العينة بشكل مباشر والتعرف على توجهاتها الفكرية والشعورية، مما يعني إيجاد وجمع مادة إثرائية مشبعة وكافية لعملية التفسير والتحليل التي يتطلبها البحث النوعي.

ثالثاً: الملاحظة: من أهم أدوات الدراسة التي يعتمد عليها الباحث في عملية جمع بيانات البحث النوعي، حيث أن الباحث يقوم بإشغال فكره وحواسه لاستخلاص نتائج وتحليلات ما يراه من ظواهر قيد الدراسة ضمن البحث النوعي، ويمكن للباحث استخدام الملاحظة في جمع بيانات البحث النوعي وفقاً لما يلي:

  1. عملية الملاحظة مناسبة بالدرجة الأولى للبحث النوعي الاجتماعي والبحث النوعي التربوي كونها عملية يقوم فيها الباحث بمراقبة سلوكيات.
  2. البحث النوعي ذو النتائج المؤكدة والصادقة، يكون مبني على جمع البيانات الطبيعية التي لا يُحتمل فيها أي وجود للغش من قبل العينة المدروسة، والملاحظة هي الطريقة الأمثل للباحث لتحقيق هذا الغرض.
  3. هناك ملاحظة منظمة للبحث النوعي وأخرى غير منظمة، فالملاحظة المنظمة يتم جمعها وفقاً لنقاط حددها الباحث بعناية قبل جمع بيانات البحث النوعي، أما الغير منظمة فيقوم فيها الباحث بجمع البيانات التي يحتاجها من خلال ما يرى بدون سبق ترتيب وتحديد لنقاط معينة، وتم توضيحها في الشكل التالي

 طرق جمع وتحليل البيانات في البحث النوعي


 طريقة كتابة نتائج عملية تحليل بيانات البحث النوعي 

بعد إتمام الباحث لعلمية جمع البيانات ومن ثم تحليلها، يتوجب عليه عملية كتابة نتائج تحليل بيانات البحث النوعي وذلك وفقاً للمحددات والخطوات التالية:

  1. على الباحث أن يقوم بعملية كتابة تصنيفات أو أنماط تندرج تحتها كل مجموعة من مجموعات نتائج الجمع والتحليل التي توصل إليها.
  2. هذه التصنيفات تكون مترابطة فيما بينها، حيث أن البحث النوعي هو في الأساس يعتمد على التحليل والتفسير بالتالي عرض أي مجموعة من نتائج الجمع والتحليل للمعلومات يتطلب لفهمه وجود نتائج سابقة له ينبني عليها المنطق.
  3. يقوم الباحث بصياغة نتائج لعملية جمع وتحليل بيانات البحث النوعي من خلال عرض فقرات متتابعة أو عرض نقاط متسلسلة، وهناك أسلوب ثالث وهو الأكثر استخدماً وهو الجمع بين الفقرات والنقاط، حيث يقوم الباحث بكتابة نتائج الجمع والتحليل في فقرات تشمل على نقاط توضيحية.
  4. عملية التحقق من نتائج جمع وتحليل بيانات البحث النوعي ضرورية للباحث، حيث تتم هذه العملية من خلال قيام الباحث بالرجوع إلى الملاحظات التي جمعها وكذلك الرجوع إلى نتائج الدراسات السابقة ومقارنة نتائج البحث النوعي الحالي وعرضها عليها.

 ما الفرق بين البحث النوعي والبحث الكمي؟ 

معرفة الفروق بين البحث النوعي والآخر الكمي، يعتبر هاماً بالنسبة للباحث الذي يرغب في تركيز طرحه للبيانات وإيصال الرسالة الكاملة للجمهور، ومن أهم هذه الفروق:

1.البحث النوعي يقوم فيه الباحث بعملية التفسير والتحليل بشكل أساسي، أما الكمي فيقوم به الباحث باتخاذ أسلوب التدعيم الإحصائي بالأرقام والأعداد والكميات والنسب.

2.يهتم الباحث في البحث النوعي بعملية تقديم البيانات وتحليلها في إطار الإجابة على أدوات الاستفهام (لماذا وكيف وما السبب وما النتيجة) أما البحوث الكمية فيقوم فيها الباحث بعملية الإجابة على (كم، أين، متى) وهذا ما يوضح السبب الرئيسي وراء زيادة كمية البيانات في البحث النوعي عنه في الكمي.

3.غالباً ما يعتمد الباحث في عملية جمع بيانات البحث النوعي على أدوات الاستبانة المزدوجة (اختر مع مقالي) والمقابلة الشخصية والملاحظات، أما في الكمي فيعتمد على (الاستبانة ذات الاختيار المتعدد والتجارب).

4.عينة البحث النوعي تصنف ضمن العينات المحددة، أما في الدراسات الكمية فتصنف ضمن العينات العشوائية.

5.الأسلوب الكتابي السردي يكون الوجه الغالب في البحث النوعي، أما البحوث الكمية فيقوم فيها الباحث بعملية تقديم الجداول والإحصائيات الرقمية بشكل أساسي.

6.تكون عينة الدراسة في البحث النوعي صغيرة مقارنة عنها في البحوث الكمية.

والشكل التالي يوضح باختصار أهم الفروقات بين البحث النوعي والبحث الكمي

 ما الفرق بين البحث النوعي والبحث الكمي؟


 هل يمكن الجمع بين البحث النوعي والكمي في دراسة واحدة؟ 

من أكثر المسائل التي يتعرض لها الباحثين هي وجود معلومات تتطلب التفسير والتحليل ووجود معلومات أخرى رقمية مباشرة، مما يعني أننا أمام خصائص البحث النوعي والبحث الكمي.

من خلال المقدمة السابقة تتضح الإجابة المباشرة وهي (نعم)، إذ يمكن الجمع بين البحث النوعي والكمي في دراسة واحدة، ولكن لابد أيضاً من معايير وشروط وهي:

1.على الباحث المحافظة على خصائص أدوات الدراسة التي استخدمت في البحث النوعي وكذلك الأخرى التي استخدمت في الكمي.

2.من الأفضل أن يتم فصل معلومات البحث النوعي عن الكمي في ذات الدارسة، ولكن إذا كان ولابد أن تجمع الفقرة الواحدة على (البحث النوعي والكمي)، فيجب على الباحث أن يقوم بالتحليل والتفسير المدعوم بالأرقام، لا أن يقوم بالاستغناء عن جزأ من التحليل والاكتفاء بالأرقام.

3.عملية تحليل البيانات في البحث النوعي والكمي لابد أن تتفق في النتائج.

4.من الأفضل أن يكون البحث النوعي شارح للأرقام الكمية الموجودة في الدراسة.

5.المعلومات الكمية تكتب غالباً بأسلوب الجداول والإحصاءات، أما المعلومات الخاصة بالبحث النوعي فتكتب بنظام الفقرات، وهنا لابد من مراعاة أساليب الكتابة هذه.

6.التنظيم وسلاسة الانتقال من الطرح في البحث النوعي إلى عرض المعلومات الكمية ضروري لضمان اكتمال المعنى.


 فيديو: البحث النوعي 

 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة