مكونات مقدمة البحث العلمي - المنارة للاستشارات

مكونات مقدمة البحث العلمي

مكونات مقدمة البحث العلمي
اطلب الخدمة

 عناصر المقدمة

مقدمة البحث تعتبر من العناصر الأساسية للبحث وعناصر المقدمة نفسها تعتبر المكون الأساسي لها، بالتالي تعتبر من المسلمات التي لابد للباحث أن يعرفها قبل قيامه بإعداد البحث، إذ يخطئ الكثير من الباحثين في عدم كتابتهم الصحيحة، بالتالي خسران الوظيفة التي تؤديها المقدمات وهي التمهيد للدخول في مضمون البحث واستكمال قراءته، ولهذا لابد من التعريف بالمقدمة ورؤية المحددات الأساسية لها وكيفية كتابتها وشروطها….


مفهوم مقدمة البحث العلمي:

يمكننا اعتبار مفهوم مقدمة البحث العلمي على أنّه كتابةٌ مفصّلةٌ في موضوعٍ معيّنٍ ومحددٍ، والذي يهدف إلى إبراز فكرةٍ أو مجموعة من الأفكار بشأن ذلك الموضوع، لهذا يلزم على الباحث أن يبرز موضوعه بأسلوبٍ مرتبةٍ بسلاسةٍ وتدرّج بالفكرة لكي يتيح الاحتمالية للقارئ من أجل استيعاب موضوع البحث.

تُعدّ مقدمة البحث هامة ومن غير الممكن الاستغناء عنها مهما كان موضوع البحث العلمي، سواء كان هذا البحث مشروع في الجامعة أو مقالاً في مجلةٍ، أو غير هذا، فمقدمة البحث تعد جزء هام منه لكونها عنصر أساسي في شدّ انتباه القارئ، وجذبه لاستيعاب موضوع مقدمة البحث العلمي والتفاعل مع الأفكار. البعض يُفضل تأخير كتابة مقدمة البحث حتى الانتهاء من بلوَرة البحث على أكمل وجه، بسبب بلورة الأفكار التي صاغ الباحث بها دراسته التي تكون قد ترسخت في عقل الكاتب، ويكون أكثر مقدرةً على إيجاز الفكرة الأساسية للبحث بصورةٍ أكثر دقة، ولكن من الأفضل كتابة مقدمة البحث العلمي في بادئ الأمر، ثم إعادة صياغتها ومراجعتها بعد الانتهاء من البحث. ويجب ألا يتجاوز حجم مقدمة البحث 10% من حجم البحث كحد أقصى.


ما هي مقدمة البحث العلمي؟

يمكن التعبير عن عناصر المقدمة بمكونات المقدمة. حيث تمثل هذه العناصر المضمون العام الذي تشمله المقدمات في البحوث العلمية. ومجمل هذه العناصر يكون عبارة عن مهمات يقوم الباحث بصياغتها ضمن فقرات المقدمة. وفيما يلي نضع طرحاً متكاملاً :

أولاً: التعريف بالمشكلة: حيث لابد أن يبدأ الباحث بتعريف القارئ بمضمون البحث وخصوصاً المشكلة التي يتناولها في بحثه، ويكون ذلك من خلال التعريف بكيفية الشعور بالمشكلة أو السبب الذي جعله يختارها، وكذلك التعريف بطبيعة المشكلة وأثارها.

ثانياً: أهمية البحث: لابد أن يكتب الباحث سبب اختياره لمشكلة الدراسة الحالية. وذلك ليضع القارئ في صورة أهمية الدراسة. ولابد أيضا أن يتطرق الباحث لجوانب الأهمية التي تجعل لدى القارئ إدراك كامل بضرورة قراءته لهذا البحث.

ثالثاً: اختصار خطة البحث: وهذا العنصر من أدق العناصر إذ يقوم فيه الباحث باختصار مجموعة من المعلومات التي تم ذكرها في خطة البحث، لاسيما المناهج وأدوات الدراسة ومصطلحات الدراسة والدراسات السابقة والعينة، وكذلك التعريف بكيفية تناول المشكلة في البحث.

رابعاً: الرأي الخاص: لابد للباحث في المقدمة أن يكتب رأيه تجاه الموضوع الذي يتناوله في بحثه. ويقدم رأيه مدعماً بالأسلوب الحواري الذي يجعل القارئ يكون صورة كاملة عن وجهة نظر الباحث تجاه هذا الموضوع.

خامساً: دعوة لاستكمال القراءة: وهذا العنصر يعتبر من العناصر الثانوية ولكنه ضروري، إذ يٌفضل أن يتم اختتام المقدمات بكتابة فقرة يدعو فيها البحث القارئ لاستكمال القراءة، سواء كان ذلك بطلب مباشر أو طلب غير مباشر.


شروط كتابتها:

تعرفنا في الفقرة السابقة على عناصر المقدمة، وكذلك حددنا طبيعة المعلومات التي يحتويها كل وعنصر من هذه العناصر، ولكن هذه العناصر بحاجة إلى شروط تضبط كتابتها لتحقق أهدافها كاملة، وهذه الشروط ترتبط بخصائص كل عنصر ووظيفته التي يؤديها، وفيما يلي نعرض هذه الشروط الخاصة بكل عنصر من عناصرها:

  1. أثناء التعريف بالمشكلة لابد أن يتم ذلك بشكل واقعي، وفقاً لما تم تحديده في خطة البحث، وكذلك لابد أن يتم التعريف بالمشكلة بذكر خصائصها وفرضياتها والمتغيرات التي ترتبط بها.
  2. يُشترط في كتابة المقدمة أن يتم الحديث عن الأهمية وفقاً للفوائد العائدة على القارئ والمجال البحثي، بحيث يتم اقناع القارئ بأهمية الموضوع.
  3. في اختصار خطة البحث لابد أن يكون التطابق بين المعلومات المكتوبة في المقدمة والمكتوبة في الخطة بنسبة 100%، وذلك لأن أي اختلاف يعني عدم مصداقية الباحث في الطرح، وكذلك لابد من التطرق إلى هذه المعلومات بشكل مختصر جداً وبدون اسهاب.
  4. عرض الرأي الشخصي يتطلب من الباحث الكتابة بأسلوب المخاطبة والحوار، لا السرد والتلقين.
  5. في كتابة الدعوة إلى استكمال القراءة لابد أن تكون هذه الدعوة مبنية على أسس منطقية، بمعنى أن يتم اقناع القارئ باستكمال القراءة، وكذلك لابد أن يتم تشويق القارئ وجذبه.
  6. ومن الشروط العامة في كتابة مقدمات البحوث، هي الكتابة ضمن الحدود الأساسية. حيث أن المقدمات تكتب بعدد 500 كلمة كحد أدنى وعدد كلمات 1000 كحد أقصى.
  7. لابد أن تتم عملية كتابة المقدمات باستخدام الفقرات لا الجمل القصيرة، وكذلك لابد من تقسيم هذه الفقرات بحيث تشمل كل فقرة عنصر واحد من عناصر الخطة.
  8. لابد من الحذر في الوقوع في الأخطاء اللغوية سواء الأخطاء النحوية أو الاملائية أو الصرفية.

المساعدة الاكاديمية عناصر المقدمة


أهمية المقدمة في البحث العلمي:

الحديث عن أهمية المقدمة في الأبحاث العلمية، يأخذنا للحديث عن الوظيفة التي تقوم المقدمة بتنفيذها، وهذه الوظيفة هي التمهيد للقارئ لقراءة مضمون البحث، وكذلك جذب القارئ وتشويقه لمضمون البحث، ومن هنا تنبثق باقي نقاط الأهمية التي تعكسها المقدمات في الأبحاث العلمية، وفيما يلي من نقاط نورد أهم هذه النقاط:

  1. منطقياً، إذا فتح القارئ البحث واصطدم أمامه مباشرة بالفصل الدراسي الأول من الإطار النظري، فهل سيكون قادر على فهم واستيعاب مضمون البحث بالشكل المطلوب، أو هل سيكون مهيأ فكرياً ونفسياً لقراءة هذا البحث؟، بالطبع لا.
  2. تتيح المقدمات مساحة خاصة يمكن من خلالها أن يقوم الباحث بالتعبير عن العديد من المعلومات التي لا مساحة أخرى للتعبير عنها، على سبيل المثال نجد الباحث يجد في المدمة فرصة في عرض رأيه للقارئ واتفاقه معه على العديد من النقاط الفكرية التي سيجدها القارئ في محتوى البحث.
  3. المقدمات تعتبر ملخصات لخطة البحث، بالتالي عندما يقرأ القارئ عناصر الخطة مفصلة ثم ملخصة، فستترسخ في ذهنه آلية تنفيذ هذا البحث.
  4. تجيب المقدمة على العديد من التساؤلات التي تثار في ذهن القارئ عن الموضوع قبل أن يبدأ القارئ بالإطار النظري، وذلك يعمل على زيادة فهم الإطار النظري.
  5. أسلوب التشويق والجذب الذي ينبغي للباحث أن يستخدمه في كتابة المقدمات يكسر جمود قالب البحث. ويجعل لدى القارئ استعداد فكري في تقبل المعلومات الموجودة في مضمون الإطار النظري.
  6. تعمل المقدمة على كسر حاجز الخوف الذي قد يكون لدى القارئ تجاه البحث. حيث أنه بمجرد قراءة المقدمه يصح لدى القارئ ادراكات عديدة حول مضمون البحث وبالتالي تزول الرهبة من مواصلة القراءة.

كيف تكتب مقدمة احترافية… نصائح مهمة:

بعد أن ذكرنا الأهمية، نأتي لنضع مجموعة من النصائح التي تساعدك على تحقيق كامل الأهمية التي تعكسها المقدمات في البحوث العلمية، حيث أن معيار الجودة هو من يحكم تحقيق الأهمية من عدمها في أي عنصر من عناصر البحث بشكل عام، وهناك مقدمات ذات كفاءة متدنية وأخرى متوسطة وهناك مقدمات احترافية يكون فيها بعض اللمسات التي تزيد من جودتها، ونحن في هذا السياق سنمسك بهذه اللمسات ونعرضها في هذه النصائح:

أولاً: ماذا لو بدأت المقدمة بقصة بسيطة؟، هذا سيكون بمثابة إعلان مشوق أمام القارئ. على سبيل المثال ننصحك أن تبدأ المقدمة بذكر قصة اختيارك لموضوع الدراسة مثل كتابة. (بينما أسير في الشارع سمعت أصوات لعب للأطفال في أثناء الدوام المدرسي ممّا أثار في ذهني ونفسي الفضول……الخ)، وهكذا على هذا النحو.

ثانياً: تنوع في الأساليب الصياغية التي تستخدمها في كتابة المقدمة، فتارة أكتب بأسلوب المخاطبة وتارة بأسلوب السرد. وتارة اطرح سؤالاً، وتارة حاور القارئ.

ثالثاً: ابتعد قدر الامكان عن الجمود في الطرح، فالمقدمة هي بمثابة القصاصة الفنية التي تجذب القارئ لاستكمال قراءة باقي المضمون.

رابعاً: أبدي رأيك واترك مساحة للقارئ أيضا أن يفكر ويبدي رأيه بينه وبين نفسه. وذلك باستخدام أسلوب تنشيط التفكير كأن تعطي طرف الخيط للقارئ وتترك له الباقي ليجيب هو عنه بنفسه.

خامساً: ننصحك بكتابة المقدمة بعد الانتهاء من إعداد وكتابة كامل مضمون البحث. وذلك لأنه بكتابتك لمضمون البحث يصبح لديك إلمام بكافة محتويات البحث التي ستعبر عنها في المقدمة.


أخطاء شائعة :

يقع العديد من الباحثين في مجموعة من الأخطاء الشائعة عند كتابتهم لمقدمات البحوث العلمية. وأغلب هذه الأخطاء ناتج عن تسرع في الكتابة أو عدم استيعاب لطبيعة عناصر المقدمة وطبيعة المعلومات التي يشملها كل عنصر. حيث أنه من أكثر الأخطاء الشائعة هو الكتابة بأسلوب واحد في كامل المقدمة. والصحيح أن يتم التنويع في الأسلوب، وكذلك عدم كتابة المعلومات بشكل متطابق مع ما هو موجود في الخطة والإطار النظري. وكذلك عدم الإلمام الكامل بالتعريف بالمشكلة، أيضا يخطئ الكثير في الاسهاب واستخدام عدد كلمات كبير. حتى أن بعض الأبحاث قد تصل فيها المقدمة إلى أكثر من صفحة.


الربط بين المقدمة و خطة البحث:

موضوع البحث: أو ما يسمى بمشكلة البحث، والذي يتمثل في الإشكالية التي يناقشها، حيث يلزم أن يكون واضحاً ودقيقاً وشاملاً.

أهمية البحث: أي أبرز العوامل التي دفعت الكاتب أو الباحث للخوض في تلك القضية، وبذل مختلَف الأتعاب والتكليفات للبحث فيها.

أهداف البحث: أبرز ما يسعى البحث العلمي إلى تحقيقه، وتختلف عن أهمية الدراسة بأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالمشكلة وبمبررات البحث.

الدراسات السابقة: أي نبذة عن أبرز هذه الدراسات التي تناولت نفس القضية من الباحثين. والتي عرضت بيانات جيدة يمكن النفع منها في ذلك البحث العلمي. على أنّ يتم اختيار المتميز منها، وأن يكون ضمن تصنيف محدد ومناسب.

فرضيات البحث: وتكون على شكل جُمل شرطية يفترض الباحث سلامتها. ويحتاج إلى فعل البحث ليثبت صحة هذا من عدمه. وهذا عن طريق جمع مختلَف الدلائل العلمية والمنطقية والحجج والبراهين التي تؤيد أو تضاد تلك الفرضيات.

مجتمع البحث العلمي: وهو المجتمع الذي يحمل مواصفات محددة تعد مناسبة لقضية أو إشكالية البحث. علماً أنه يتم اختيار عينة من المجتمع، وخاصة إذا كان حجمه كبيراً، على أن تحمل تلك العينة نفس مواصفات المجتمع الذي تمّ اختياره، وتمثله.

حدود الدراسة: والتي تنقسم إلى قسمين رئيسين، وهما: حدود مكانية وزمانية. حيث تُمثّل حدود الدراسة المكانية المساحة الجغرافية التي تم اختيارها لعمل البحث عليها، أما بالنسبة لحدود الدراسة الزمنية. فتتمثّل خلال الفترة الزمنية المحددة للبحث، والتي تطول للعديد من سنين. وتمثّل تلك الأطراف الحدودية إطاراً مرجعياً لمشكلة البحث.


فيديو: ماهي أهم عناصر مقدمة البحث العلمي؟ وكيف أرتبها؟

 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة