لا بد من التفريق بين مفهوم التدريس ومفهوم التعليم، فالتدريس يعتبر عملية تفاعلية تحصل بين كل من المعلم والمتعلم، بحيث يكون ناتج هذه العملية اكتساب المتعلم لمهارات جديدة لم تكن متواجدة لديه في السابق، وهذه العملية تتحقق من خلال نقل المعلومات والخبرات من المعلم إلى المتعلم، فهو بذلك يتكون من ثلاثة عناصر أساسية: (المعلم، المتعلم، المادة الدراسية)،

هو أيضاً نشاط تعليمي يهدف إلى تحقيق أهداف تعليمية من خلالها يمكن أن ينمو المتعلم معرفياً، ووجدانياً، وحركياً، بحيث يصبح باستطاعته تحقيق حاجاته وحاجات المجتمع الذي يعيش فيه، بينما نجد أن التعليم عبارة عن علم نظري يتم تعليمه للمتعلم بدون أن يشترط وجود تفاعل بين كل من المعلم والمتعلم،.

وهو بذلك لا يأخذ وقتاً وجهداً من المعلم ، على خلاف التدريس، ومن الجدير بالذكر أن التدريس الفعال يجب أن يشتمل على عدة طرق وأساليب تستخدم في تحقيق أهداف التدريس بالشكل المطلوب، ويمكن إجمال الطرق والأساليب المستخدمة في التدريس كالتالي:

• طريقة المحاضرات: تعتبر من أقدم الطرق والأساليب المستخدمة في التدريس، حيث يتم من خلالها إلقاء المعلومات على المتعلم من قبل المعلم، إلا ان هذه الطريقة لا تعتبر فعالة مقارنة بغيرها من الطرق والأساليب، نظراً لكونها لا تشجع وتحفز المتعلم على التفكير والاستنتاج والمشاركة، وهي بذلك قد تكون مملة لكل من المعلم والمتعلم على حد سواء.
• طريقة المناقشة: فيها يتم طرح الأفكار على مجموعة من المتعلمين بشكل جماعي، يقوم المعلم بإدارة النقاش  نحو الاتجاه الصحيح، ولا يتم في هذه الطريقة صب المعلومات في ذهن المتعلم، بل تسمح له أن يجد المعرفة والمعلومات، أو أن يحقق الهدف الذي يسعى لتحقيقه بنفسه، وبالتالي المساعدة في تشجيع المتعلم على التفكير والاستنتاج والمشاركة مع المعلم بشكل إيجابي، لكنها تتطلب مهارة عالية من قبل المعلم في إدارة النقاش وطرح الأفكار الملائمة للبدء في النقاش، ومن مميزات هذه الطريقة أنها المعلومات ترسخ في ذهن المتعلم، بحيث يصبح من الصعوبة نسيانها.
• طريقة التعلم بالعمل: أحياناً تواجه المعلم أمور تعليمية لا يستطيع المتعلم أن يتقنها بشكل شفهي، أو نظري، لذلك يلجاً إلى تعليمها بالعمل، وهي تشبه إلى حد كبير عمل تجربة في أحد المختبرات الخاصة بمادة العلوم، وكذلك الرياضيات، نجد أن المتعلم عليه أن يقوم بحل المعادلات بنفسه، وألا يكتفي بمشاهدة طريقة المعلم في حل المعادلات، وهذا ما يسمى بالتعلم بالعمل، وهي من أفضل الطرق والأساليب المستخدمة في التدريس.
• طريقة حل المشكلات: يقوم فيها المعلم بطرح أحد المشكلات أمام مجموعة من المتعلمين، بحيث يُسمح لكل طالب بالبحث عن حل افتراضي لهذه المشكلة، بدلاً من أن يقوم المعلم بإعطائهم الجواب الصحيح بدون تفكير أو استنتاج، وهذه الطريقة تشبه طريقة المناقشة.
• طريقة التعلم الذاتي: أحد الطرق والأساليب الفعالية في عملية التدريس، حيث يقوم المعلم بإعطاء موضوع معين للمتعلمين، وعلى كل منهم أن يبحث ويقرأ عن هذا الموضوع بنفسه، وبعد ذلك يقوم المعلم بتقويم المتعلم ومعرفة الأخطاء التي وقع فيها، ومحاولة توجيه المتعلم نحو الاتجاه الصحيح، من مميزات هذه الطريقة أنها تنمي حافز التفكير لدى المتعلم، وأيضا تنمي حس الفضول والرغبة بالتعلم لديه.
• طريقة طرح الأسئلة: يقوم فيها المعلم بطرح مجموعة من الأسئلة، ويقوم الطلاب بالإجابة عن هذه الأسئلة، وبعد الاستماع لإجابات الطلاب يتم طرح الإجابة الصحيحة والنموذجية، تستخدم هذه الطريقة غالباً في بداية الحصص، حيث أنها تعمل على جذب انتباه الطلاب، وتحفيزهم للانتباه للمعلم.

وأخيراً، يجب على المعلم استخدام عدة طرق وأساليب في تدريسه للطلاب، حيث أن التنويع واستخدام الطرق والأساليب المناسبة تساعد في الحصول على أفضل النتائج.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي