نقد بحث علمي محكم - المنارة للاستشارات

نقد بحث علمي محكم

نقد بحث علمي محكم
اطلب الخدمة

نقد بحث علمي محكم

نقد البحث العلمي المحكم يأتي ضمن جهود الباحثين في التعرف أكثر على الهياكل الخاصة بالبحوث، وذلك لزيادة القدرة على كتابة الأبحاث الاحترافية، ومن جانب آخر فإن المحكمين والأكاديميين يهتمون كثيراً بنقد البحث العلمي المحكم نظراً لأن ذلك يترتب عليه العديد من المصالح مثل إعطاء الاجازات العملية والدرجات الأكاديمية، وكل عنصر من عناصر البحث يتم نقده وفق آلية محددة، وفي هذا المقال سنقف على آلية نقد البحث العلمي المحكم عنصر وراء عنصر.


 نقد البحث العلمي المحكم ابتداء من العنوان: 

أول ما يتم نقده في نقد البحث العلمي المحكم هو العنوان، ولعلنا نستأنس هنا بمقولة (المكتوب يتضح من عنوانه)، ولعل ذات العبارة يتبناها القائمون بالنقد، وفي الواقع نحن نوافقهم على ذلك لأنه بالفعل إذا كان العنوان متقن ومكتوب بشكل صحيح فإن هذه استفتاحية توحي بنوع من الاتقان سيكون موجود داخل البحث، ولعل نقد العنوان يأتي ضمن العديد من المحاور وهي:

  1. نقد العنوان من حيث جاذبيته، حيث لابد أن يكون العنوان جذاباً لاستقطاب القراء، و كذلك لابد في جاذبية العنوان أن تكون جاذبية مضبوطة غير خارجة عن نص مضمون البحث، فالكثير من الباحثين يخرجون عن الإطار ويقلبون العنوان وكأنه طرفة أو عبارة أدبية لا توحي بمضمون البحث.
  2. يتم نقد العنوان من حيث مدى إلمام العنوان بكامل مضمون البحث، حيث ينظر الناقد إلى العنوان وإلى موضوع البحث ويجيب في نفسه عن سؤال (هل شمل العنوان كل المضمون الموجود في الدراسة أم لا؟).
  3. من الأمور الهامة أن يتم نقد العنوان وفقاً لارتباطه بالمشكلة البحثية التي يتناولها الباحث. حيث لابد أن يعبر العنوان تعبيراً كاملاً عن المشكلة. وليس فقط عن المشكلة بل عن المشكلة وجوانبها التي يتناولها الباحث. ويرى البعض أن العنوان لابد أن يعبر عن المشكلة والفرضيات أيضاً.
  4. يتم نقد العنوان من حيث التكوين البنائي، فينر الناقد إلى الكلمات ومعانيها وجماليتها، و كذلك ينظر في عدد الكلمات.
  5. النقد يشمل أسلوب كتابة العنوان، على سبيل المثال كتابة العنوان بالأٍلب الاستفهامي هل وفق الباحث في هذا الاختيار أم لا.

 خطة البحث... عنصر أساسي في نقد البحث العلمي: 

من العناصر التي تندرج في عملية نقد البحث العلمي هو نقد الخطة. حيث تعتبر الخطة العنصر الذي يرسم الخطوط العريضة للباحث للسير في آلية تنفيذ البحث. وفي عملية النقد يتم نقد كل عنصر من عناصر الخطة، وفيما يلي من نقاط نوجز آلية نقد الخطة:

  • أولاً: نقد المشكلة من حيث مدى مناسبتها للدراسة وهل هي واقعية تستحق الدراسة أم لا؟، وهل الباحث مقدور الامكانيات على تحقيق دراسة المشكلة بشكل متقن أم لا؟.
  • ثانياً: الفرضيات يتم نقدها بشكل كامل من حيث مدى علاقتها بالمشكلة التي يتناولها الباحث، وهل هذه الفرضيات تعبر عن جوانب المشكلة بشكل دقيق أم لا؟، و كذلك يتم نقد الفرضيات من حيث مدى قابليتها للإثبات أو النفي.
  • ثالثاً: يتم نقد الأهداف والأهمية من حيث واقعيتها وارتباطها بالمعلومات الموجودة داخل البحث، و كذلك مدى مناسبة الأهداف والأهمية لتتحقق على صعيد البحث والباحث والقارئ والمجتمع والمشكلة البحثية.
  • رابعاً: نقد الدراسات السابقة، وهذا نقد يتم نقدها بكشف علاقتها بالدراسة الحالية. وفي فقرة تالية من هذا المقال سنقف عليها بشكل مفصل.
  • خامساً: يتم نقد مصطلحات الدراسة بمعرفة ما إذا كانت هذه المصطلحات هي المصطلحات الأساسية التي اعتمد عليها مضمون البحث أم لا؟، و كذلك يتم نقد المصطلحات من حيث صحة ودقة التعريف الخاص بها، و كذلك نقد المصطلحات بمدى تعبيرها على المشكلة.
  • سادساً: العينة يتم نقدها بالنظر في نوعها أولاً ثم خصائصها وبعد ذلك حجمها، ويتم معرفة مدى مناسبتها للمشكلة المدروسة.
  • سابعاً: أدوات الدراسة: الشيء الأساسي الذي يتم فيه نقد أدوات الدراسة هي معرفة مدى مناسبتها لدراسة العينة وأخذ المعلومات منها.
  • ثامناً: المناهج البحثية المستخدمة يتم نقدها كل منهج على حدة، ويتم معرفة مدى مناسبة هذه المناهج لصياغة المعلومات داخل الدراسة.

 كيف يتم نقد الإطار النظري للبحث؟ 

الإطار النظري يشكل ما لا يقل عن 70% من مجموع عدد كلمات الدراسة من أولها لآخرها، ولهذا فإنه من المنطقي أن يتم نقد الإطار النظري نقداً كاملاً، وإذ أردنا أن نقول نقد الإطار النظري ونطلقها بلا تفصيل فهذا الأمر لا يمكن فهمه نظراً لأن مضمون الإطار النظري واسع وفيه معلومات كثيرة، ولهذا نرى أن نضع مجموعة من النقاط كل نقطة توضح شيء معين يتم نقده في الإطار النظري:

  1. نقد صحة المعلومات الموجودة في الإطار النظري، و كذلك مدى دقة هذه المعلومات وقوتها، ويتم نقد المعلومات من حيث الحداثة أيضاً واضافة الجديد النافع، و كذلك يتم نقد المعلومات الموجودة في الإطار النظري باعتبار أنها معلومات موصلة لنتائج بحثية صحيحة.
  2. كيفية تناول الفرضيات والسعي في اثباتها أو نفيها من خلال الطرح المعلوماتي المفصل، وهذه الفرضيات يتم نقدها بشكل دقيق من حيث تناولها وهل وفق الباث في طريقة طرحها أم لا.
  3. إذا قلنا نقد الفرضيات فلابد أن يرافقها نقد المتغيرات أيضاً، وأهم شيء في نقد المتغيرات وهو دقة تحديد أنواعها والتفاعلات فيما بينها.
  4. نقد عملية التحليل الإحصائي الموجودة في الإطار النظري. ويتم ذلك من خلال النظر في المدخلات والمخرجات لهذه العملية، والتأكد من صحة المخرجات.
  5. الطرح المعلوماتي العام من تحليل ونقاش وتفسير وضرب للأمثلة ومقارنة وما إلى ذك من أمور. كل هذا يتم نقد نقداً كاملاً في الإطار النظري.
  6. التقسيمة الخاصة بالإطار النظري نفسه وتسلسل المعلومات في الإطار النظري، ويتم التركيز على العناوين الرئيسية للفصول الدراسية وما يندرج تحتها م عناوين فرعية، كل فصل بعنوانه الرئيسي وعناوينه الفرعية، و كذلك نقد ترابط ومنطقية التسلسل المعلوماتي في الإطار النظري.
  7. نسبة الاقتباسات الموجودة داخل الإطار النظري يتم نقد، وذلك من حيث دقة اختيار الاقتباسات وأن تكون ما بين الحد الأدنى والحد الأقصى للاقتباسات داخل البحث.

نقد بحث علمي محكم

 نقد الدراسات السابقة في البحث العلمي: 

من الأمور اللافتة في نقد البحث العلمي المحكم أن الدراسات السابقة لها مكانها في النقد، حيث يتم نقد هذه الدراسات السابقة باعتبار كل دراسة على حدة من جهة و كذلك الربط بين كل دراسة سابقة مع الدراسة الحالية، و كذلك ربط الدراسات السابقة بعضها ببعض، ونقدها يكون سهلاً بمعرفة هل هي مناسبة لمضمون البحث الحالي أم لا؟، و كذلك نقدها وفقاً لدقة معلوماتها واختيارها، وأيضاً بالنسبة للمقارنة بين الدراسات السابقة يتم نقد الترابط والعلاقة بين هذه الدراسات، و كذلك من الأساسيات أن تكون الدراسات السابقة قد تم اختيارها وفقاً لآلية دقيقة تربط الدراسات السابقة بمشكلة البحث الحالي، و كذلك من الأمور الهامة أن يتم النظر في نقد الدراسات السابقة إلى التاريخ التي صدرت فيه كل دراسة سابقة، حيث أن هناك دراسات تكون قديمة جداً نسختها وأثبتت عدم صلايتها دراسات أخرى حديثة.


 كيف يتم نقد المراجع في البحث؟ 

المراجع تشكل أساس قوي من أساسيات البحث، ولهذا يتم نقدها بشكل دقيق. حيث أن كل مرجع تتم كتابته في مضمون الدراسة يخبر عن اقتباس موجود منعاً لحدوث الانتحال. وفيما يلي من نقاط نوضح آلية نقد المراجع:

  1. دقة المراجع وصحتها، حيث يتم النظر في هل كافة المراجع صحيحة المعلومات أم لا، على سبيل المثال هناك مراجع يكون عليها تعليقات بأنها ذات معلومات غير دقيقة، و بالتالي يكون من الخطأ الاعتماد على مثل هذه المراجع.
  2. يتم نقد التوافق الكامل بين المراجع في التوثيق الداخلي والمراجع في التوثيق في القائمة النهائية، فكل توثيق لكل مرجع موجود في الصفحات الداخلية لابد أن يكون موجوداً بنفس المعلومات في قائمة المراجع.
  3. الاقتباسات يتم التأكد أنها صحيحة المراجع، والمقصود بأنه يتم الرجوع إلى المراجع. والتأكد في مصداقية أن هذا الاقتباس مأخوذ من ذلك المرجع.... وهكذا.
  4. الترتيب الكامل للمراجع من بدايتها إلى نهايتها في قائمة المراجع يتم نقدها، فلابد أن يكون هذا الترتيب وفق نمط واحد فقط.
  5. يتم نقد المراجع من حيث تنوعها، حيث يرى العلماء أن البحث المميز والاحترافي يكون ذو مراجع متنوعة، على سبيل المثال مراجع دينية وأخرى اجتماعية.... وهكذا.

 نقد النتائج والتوصيات في البحث: 

النتائج والتوصيات هي خلاصة ما توصل إليه الباحث من خلال طرحه المعلوماتي. و كذلك نقد النتائج والتوصيات يأتي بربطها بشكل وثيق بالموضوع أولاً ثم بالخطة ثم بالإطار النظري. والنظر في هل النتائج جاءت محققة لما ورد في الخطة والإطار النظري أم لا. و كذلك يتم نقد النتائج بمدى منطقيتها، و كذلك عرض النتائج على معاملات الصدق والثبات. وأيضاً بالنسبة للتوصيات لابد أن تكون مخاطبة بشكل منطقي للجمهور وملبية لمقاصدها. على سبيل المثال في التوصيات عندما يعطي الباحث ضرورة تطبيق شيء معين للحد من آثار المشكلة. فلابد أن يعطي التوصية بناءاً على مخاطبة الجمهور وبيان كيفية تطبيق هذه التوصية بشكل واقعي. و كذلك من الأمور التي يتم نقد في هذا السياق هي مدى مطابقة النتائج للمعطيات المعاصرة.


 نقد البحث العلمي المحكم من حيث تنظيمه العام: 

نقد بالتنظيم العام للبحث العلمي المحكم هو الهيكلية الكاملة لعناصر البحث من حيث ترتيبها وترابطها بعضها مع بعض. بمعنى آخر نقد البحث بعد تجميع كافة العناصر بعضها مع بعض. وفيما يلي نوجز أهم ما يتم التطرق إليه في نقد البحث العلمي المحكم بشكل عام:

  1. أول ما يتم نقد هو اكتمال كافة عناصر الدراسة من حيث كيان كل عنصر أولاً ثم كافة العناصر المكونة للدراسة، والمقصود بهذا أنه على سبيل المثال الخطة تتكون من المشكلة والفرضيات وإلى آخره فيتم النظر في هل احتوت الخطة على كافة العناصر المكونة لها أم لا، و كذلك تتكون الدراسة من الخطة والإطار النظري والدراسات السابقة وعناصر أخرى، فيتم النظر في هل تم اكتمال كافة هذه العناصر في الدراسة أم لا.
  2. ترابط عناصر الدراسة كلها من البداية للنهاية للوصول إلى النتائج المنطقية. يتم نقده بشكل دقيق بحيث لابد وأن يحقق الباحث خاصية الترابط بين المعلومات.
  3. يتم النظر في التنسيق الكامل للدراسة من حيث أنواع وأحجام الخطوط والهوامش والترقيم وما إلى ذلك من محددات. ويتم النظر في هذا الأمر باعتبار كامل مضمون الدراسة، فيتم النظر بالتنسيق من أول صفحة إلى آخر صفحة.
  4. ويتم نقد العناصر التكميلية وهي الفهارس والملخص. فيتم النظر في مدى موافقة العناصر التكميلية لوظيفتها المنوطة بها.
  5. يتم نقد الأمور الفنية من حيث عدد الصفحات وعدد الكلمات وآلية الطباعة وما إلى ذلك من أمور.

لطلب المساعدة في إعداد رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة