الترجمة علمٌ أمّ فنٌّ؟

الترجمة أو النقل هي عملية نقل نص أصلي مكتوب (ويسمى النص المصدر) من اللغة المصدر إلى نص مكتوب (النص الهدف) في اللغة الأخرى، لذا فالترجمة نقل للحضارة والثقافة والفكر.

لا تكون الترجمة في الأساس مجرد نقل كل كلمة بما يقابلها في اللغة الهدف، ولكن نقل لقواعد اللغة التي توصل المعلومة ونقل للمعلومة ذاتها ونقل لفكر الكاتب وثقافته وأسلوبه أيضاً، ولكن اختلفت النظريات في الترجمة على كيفية نقل هذه المعلومات من المصدر إلى الهدف، فوصف جورج ستاينر ثالوث الترجمة: الحرفية (أو الكلمة بالكلمة)، والحرة (الدلالة بالدلالة)، والترجمة الأمينة.

وقد عرف العرب الترجمة منذ أقدم عصورهم، ولقد أشار الدكتور عبد السلام كفافي في كتابه "في الأدب المقارن" إلى أن العرب كانوا يرتحلون للتجارة صيفاً وشتاءً ويتأثرون بجيرانهم في مختلف مناحي الحياة، فلقد عرفوا بلاد الفرس وانتقلت إليهم ألوان من ثقافتهم .. وانتقلت بعض الألفاظ الفارسية إلى اللغة العربية، وظهرت في شعر كبار الشعراء أمثال الأعشى، وكذلك عرف البعض جيرانهم البيزنطيين.

فعلى الرغم من أهمية الترجمة ودورها الفعال والمهم إلا أنه هناك سؤال هام يطرح نفسه، هل الترجمة علم أم فن؟؟

هذا السؤال راود الكثيرون واحتاروا فيه، فمنهم من يقول أنها علم والآخر يقول أنها فن والحقيقة هي...

أن الترجمة علم وفن، حيث:

1. يجب تعلم معاني الكلمات والعبارات والمصطلحات.
2. يجب تعلم قواعد كلا اللغتان النحوية والاستفادة من مميزات كل لغة لتظهر ترجمة جيدة لا يستطيع أحد تمييز إن كانت الأصل أو الترجمة.
3. تعلم الصور والتشبيهات البلاغية ومعرفة مقابلها في اللغة الهدف.
4. تعرف ومعرفة حضارة كلا اللغتين لأن هذا يعتبر النكهة الذي تجعل للكلمات مذاقاً أصيلاً.
5. التفنن في النقل وإظهار مواطن الجمال في كلا اللغتين.
6. الإبداع في إيجاد الكلمات الملائمة والتي تعبر عن قصد الكاتب أو المتحدث الحقيقي.

وبهذا تكون الترجمة علماً، ومع الخبرة والممارسة تصبح فناً وإبداعاً وعملاً يجعل القائم عليه يستمتع به.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي