كيف يمكنك أن تُعِدّ مقالًا متميزاً في الترجمة؟ - المنارة للاستشارات

كيف يمكنك أن تُعِدّ مقالًا متميزاً في الترجمة؟

كيف يمكنك أن تُعِدّ مقالًا متميزاً في الترجمة؟
اطلب الخدمة

كيف يمكنك أن تُعِدّ مقالًا علميًا متميز وسليم في الترجمة؟

من خلال الأعوام والألفيات الماضية يمكننا الاستدلال على مدى ومستوى وأهمية الترجمة العلمية وما نتج عنها من عمليات تطور إثر نقل مختلف تلك العلوم والمعارف. ولكننا اليوم نشهد اختلال واختراق التّوازن بين كلاً من الحركة العلميّة العالميّة وأيضاً أعمال التّرجمة العلمية وضعف مستوى مردودها وانحسار مختلف جهودها، مما أضعف محتوى وتكوين المكتبة العربية وخصوصاً العلمية. وتختلف آلية الترجمة العلمية عن محتوى الترجمة الأدبية في الكم والمحتوى اللغوي الذي يكمن جوهره في محتوى المصطلحات العلمية عوضًا عن مجموعة من الاستعارات والكنايات أو مجموعة من المحسنات البديعية. ومن هنا يظهر ويتضح اختلاف المهارات التي يجب أن يمتلكها الترجمان العلمي التي سيتم الحديث عنها لاحقاً. 

اعتبارات وركائز أساسية لكتابة مقال احترافي وسليم في الترجمة

  • يعتبر الإلمام وكذلك التمكن الجيد من كلا اللغتين سواء لغة المصدر (هي اللغة التي تتم عملية الترجمة منها) وكذلك اللغة الهدف (وهي تعتبر اللغة المرغوب في الترجمة إليها). 

يوجد شرط لا بد أن يتواجد وأن يتوفر في طبيعة المترجم أيًا كان اختصاصه: فيجب أن يدرك المترجم قبل المباشرة والشروع في الترجمة أنه سيكون بين يديه محتوى لنصان، وهما عبارة عن النص الأصلي وكذلك محتوى النص المترجم بعد إنهاء عملية الترجمة، وتعتمد البنية الرئيسية والأساسية لأي نص منها على الإلمام بكل ما يكّونه ويحتويه النص المصدر من مختلف القواعد والمهارات اللغوية المختلفة والمتنوعة، وكذلك القدرة على العمل على تحليلها والقيام بتفسيرها، ومن ثم القيام بنقلها بما يناسب ويتوافق مع اللغة الهدف، إذْ تظهر الكفاءة اللغوية في مدى وآلية التحكم بكلا اللغتين من الناحية الأدبية وكذلك من الناحية التعبيرية والعمل على صياغتها والتحقق من خلوها من مختلف الأخطاء الإملائية، التي قد تحدث وتشكل خللًا في محتوى المعنى الذي يحمله ويحتويه النص، لذلك يجدر بالمترجم ألا يتهاون بها مهما كان السبب.  

  • تحديد طبيعة النص المترجم وماهية تصنيفه

حتى يكون المترجم قادرًا على الأخذ بمحتوى وبلبّ السطور والعمل على كشف المستور، لا بد على المترجم أن يقوم بتحديد إطار وهيئة النص العلمي من خلال حقول العلم المختلفة والمتنوعة، ونقصد بها محتوى النصوص العلمية: مثل العلوم الطبيعية، والتي تتمثل وتظهر في نصوص الكيمياء والفيزياء والرياضيات والعديد من مثيلاتها، فلكل حقلٍ مجموعة قيودٌ وعدد من مختلف الثوابتُ وكذلك المسلماتٌ والتي يجب أخذها في الحسبان. وهناك مختلف من عدد من الرموز التي قد تتشابه في الشكل وقد تختلف مقصودها ودلالتها من مادة علمية لمادة علمية أخرى. ومعرفة مجال النص يحول ويعمل دون ارتباك محتوى الأسطر بين يدي المترجم وفي عمله. فعلى سبيل المثال، الرمز ألفا (α) يمكن الترميز إليه من خلال مجموعة من المفاهيم المختلفة والمتنوعة في الفيزياء وفي علوم الكيمياء وهي كالتسارع الزاوي وكربون ألفا.

الترجمة

  • إدراك المادة العلمية

يختلف أسلوب وآلية وقيمة ترجمة النصوص العلمية عن عملية ترجمة النصوص العادية. فكلما كان النص واعتبر أنه متخصصًا، وجب على المهتم أن يقوم باختيار مترجم متخصص في مجال وفي اختصاص النص الذي تريد وترغب في ترجمته. فلا يكفي أن يكون الشخص المترجم ملمًا بكلا اللغتين، بل يتطلب ذلك الأمر شخصًا متخصصًا واحترافياً وأن يكون مضطلعًا بمحتوى وبخبايا المادة العلمية، مما يحول دون ضياع وقته في القيام بفهم محتوى وقيمة المادة العلمية إضافة إلى ترجمتها، ولكي يكون لديه القدرة والإمكانية الكافية على فهم جميع ومختلف التفاصيل المطلوبة، بالإضافة إلى امتلاكه ثقافة في مختلف المصطلحات التي يكتنزها محتوى النص العلمي التي تعتبر بأنها الجزء الأكبر من محتوى المادة العلمية. وفي هذا الشأن يجب ألا تتردد أبدًا في عملية مراجعة المختصين من دارسين وكذلك علماء إن لزم وإن تطلب واحتاج الأمر.

  • ثقافة المصطلحات العلمية وترجمتها

من المؤكد بشكل واضح أن المصطلحات هي من أهم المعايير والاعتبارات التي نميز بها محتوى لغة الاختصاص عن محتوى اللغة العامة، فإن طبيعة المصطلحات هي المظهر الأكثر جلاءً في مختلف النصوص المتخصّصة وقليلًا ما يلتفت فيها إلى مجموعة ألفاظ اللغة واللهجة العامة، إلا في حدود تزويد عامة الناس بكمية وبقدر معين ومحدد من مستوى الثقافة العلمية المقصودة. وكذلك فإن المصطلح العلمي يحتل -بلا منازع- رأس وقمة الصعوبات والتحديات التي تواجه المترجم فالتطور المتسارع الذي نراه وتشهده مختلف حقول العلوم والتكنولوجيا الغربية صاحبته مستوى وغزارةٌ في المصطلحات الحديثة التي لا تجد لها مقابل في مختلف القواميس العربية ولا جهة متخصصة تسعى وتواكب هذا التطور والتقدم وتحتوي في هذا النتاج العلمي وتعمل على ضبطه فلا يضطر المترجم حينها إلى القيام ببذل مستوى عالٍ من الاجتهاد الفردي الذي يوقع المصطلح أمام العديد من مختلف المقابلات المحتملة التي تعمل على تشتت ذهن المترجم وتضعف تركيزه قبل القارئ. ومما يرشد إليه في إعداد هذا الجانب هو إرفاق طبيعة ومفهوم المصطلح بلغته الأصل إلى جانب العمل على ترجمته مما يساعد في إمكانية الرجوع إليه والعمل على إثبات هويته وسط ومختلف العديد من الترجمات التي تقابله في اللغة التي يقوم عمل المترجم إليها . 

  • بعض أسماء القواميس المساعدة والتي تعمل من خلالها كلاً من:
  1. البنك الآلي السعودي لمحتوى المصطلحات العلمية. 
  2. بنك المصطلحات الموحدة التابعة ضمن المنظمة العربية الخاصة بالتربية والثقافة والعلوم. 
  3. مجمع وملتقى اللغة العربية (المتواجد في القاهرة).
  4. مجمع وملتقى اللغة العربية المتواجد في دمشق.
  5. الباحث العربي.
  • صقل مستوى وقيمة القدرات والعمل على إجراء التطوير الذاتي لها

وهذا الأمر يتطلب ويجب أن يحرص على أدائه المترجم أيًا كان، فديمومة العمل على الممارسة وعدم الانقطاع عن إجراء الترجمة يطور من محتوى العملية الذهنية ويساعد في التحكم في طبيعة وماهية العبارات المألوفة والتي تعتبر وتكون متداولة في محتوى وطبيعة علم ما، ومن ذلك إعادة ترجمة مجموعة من النصوص وأن يقوم بترجمتها الخبراء، والعمل على المقارنة بينها وبين ترجمات الآخرين، ومن ثم تصحيح الأخطاء.



لطلب المساعدة في إعداد رسالة الماجستير أو الدكتوراة يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة