أنواع البحث الوصفي - المنارة للاستشارات

أنواع البحث الوصفي

أنواع البحث الوصفي
اطلب الخدمة

أنواع البحث الوصفي 

تنتمي أنواع البحث الوصفي إلى القائمة الرئيسية لمناهج البحث العلمي بشكل عام، ومناهج البحث العلمي تكون أشبه برف في مكتبة ينتقي الباحث ما يريده من هذا الرف، ولعل المنهج الوصفي يعتبر أيضاً من المناهج الأكثر استخداماً في البحوث، ولهذا هو محط اهتمام الباحثين، ولا يمكن لأي باحث سواء اختار هذا المنهج أو غيره أن يقوم بالبدء بكتابة بحثه دون علمه بماهية البحث الوصفي، نظراً لأنه من المناهج الثلاثة الرئيسية وهي (الوصفي، التحليلي، التاريخي)، وفذ هذه المساحة التي يوفرها لنا هذا المقال سنتعرف على هذا المنهج عن قرب ونرى أنواعه واستخداماته وأمور أخرى عديدة تقدم لك مادة علمية مميزة حول البحث الوصفي.


 ما هو البحث الوصفي؟ 

وصف الشيء هو الاخبار عن طبيعته وتقديم صورة متكاملة عنه، وهذا المعنى هو دعامة هذا المنهج العلمي الرئيسي، والناظر إلى عمق هذا البحث الوصفي يمكنه بسهولة تكوين صورة ذهنية عن تعريفه الاصطلاحي، حيث أن هذا التعريف هو: المنهج الذي يقدم وصفاً متكاملاً للظواهر أو المشكلات التي يتناولها الباحث في بحثه، وكذلك يقوم بتقديم الصفات والمتغيرات في إطار هيكلية تحريرية تعتمد على أسلوب الوصف الشارح للمعلومات المقدمة للقارئ، ولعل هذا التعريف يكتمل ضمن النقاط العديدة التالية:

  1. البحث الوصفي يرتبط بشكل مباشر بما يتناوله الباحث في بحثه، وهو باختصار عملية وصف لما يراه الباحث ويشعر به تجاه المشكلة أو الموضوع الذي يدرسه.
  2. يمكن لهذا المنهج أن يدخل في غمار المشكلة البحثية واصفاً طبيعة العلاقات بين هذه المشكلة ومحددات أخرى مثل الدراسات السابقة وغيرها، وهذا يجعل المنهج ذو قدرة على تقديم معلومات منهجية مميزة.
  3. هذا المنهج يعتمد بشكل أساسي على الحقيقة. فالمعلومات الحقيقية والمشاهدات الحية هي المادة الرئيسية التي يقدمها هذا المنهج لجمهور القراء.
  4. للوصف أيضاً العديد من الأمور الضابطة له. فعملية الوصف ليست متروكة لرأي الباحث بالمطلق بل لابد أن يلتزم الباحث أثناء وصفه بالعديد من المعايير. سنتحدث عنها في فقرة لاحقة من هذا المقال.

 النوع الأول من أنواع البحث الوصفي... النوع المسحي: 

البحث الوصفي في حد ذاته يعتبر من المناهج العلمية المتشعبة، وهذا التشعب توضحه الأنواع التي تندرج تحت إطار هذا المنهج، ويعتبر المنهج الوصفي المسحي من أهم هذه الأنواع، وأنظر هنا أننا كتبنا (المنهج الوصفي المسحي) فلا يمكن الاكتفاء بكتابة المنهج المسحي دون اضافة كلمة الوصفي، لأن الوصف هو الأعم والمسح هو الأخص، وكذلك فإن الأسلوب المسحي يندرج تحته العديد من الأنواع الأخرى، ولإزالة الغموض في هذا الأمور نضع النقاط التالية كتفسير شارح ومفصل:

  • أولاً: أول شيء لابد أن تعرفه عن النوع المسحي في البحث الوصفي هو أنه يختص بدراسة المجريات الحالية الراهنة، حيث يقوم بالتوجه إلى حدث لا يزال حاضراً لا حدث ماضي أو متوقع.
  • ثانياً: كلمة المسح تعني اشتمال الدراسة، وفي النوع المسحي يقوم الباحث بعملية دراسة شاملة للحدث أو الظاهرة الحالية التي يتناولها في بحثه، ويقوم بجمع المعلومات حول هذه المشكلة أو الظاهرة.
  • ثالثاً: بعد إتمام جمع المعلومات من خلال المسح، يقوم الباحث بوصف هذه المعلومات وصفاً دقيقاً، وغالباً ما يشتمل الوصف على التحليل أيضاً للمعلومات المجمعة بالمسح.
  • رابعاً: النوع المسحي يقوم على أساس المسح الشامل لجمع المعلومات ومن ثم الوصف للوصول إلى النتائج، وهذا باختصار لهذا النوع.

لم ننتهي من النوع المسحي بعد فإن هناك العديد من الأقسام التي تندرج تحت هذا النوع، وهذه الأنواع تتطلب الشرح المفصل عنها وهذا ما ستجده في الفقرة القادمة.


 أقسام المنهج المسحي الوصفي: 

يعتبر النوع المسحي نوع من أنواع البحث الوصفي، وكذلك فإن لهذا النوع العديد من الأقسام، ولابد من التنويه إلى أن استخدام أي نوع من هذه الأنواع يندرج تحت الإطار العام وهو (المنهج الوصفي) وكذلك يندرج تحت الإطار الخاص وهو (النوع المسحي)، وفيما يلي نعرض هذه الأقسام بشكل مفصل:

  • أولاً: القسم المسحي التعليمي: هذا القسم يختص بالأبحاث والدراسات الخاصة بالتعليم، فالمسح مهم جداً لدراسة العملية التعليمية، ونجد أن كثير من الدراسات في مجال التعليم تنبني على أساس المسح، لسببين رئيسيين وهما أن العينة في الدراسات التعليمية تكون كبيرة في الغالب وكذلك الظواهر التعليمية غالباً ما تكون آنية وجارية، ويندرج تحت هذا القسم مسح الطلاب وكذلك مسح المعلمين وغيرهم من الأشخاص الذين يرتبطون بالعملية التعليمية، على سبيل المثال كان الباحث يجري دراسة تحت عنوان (تفاعل طلاب الصف الثاني الابتدائي في المملكة العربية السعودية مع برامج التعليم باللعب في مدينة الرياض)، فهنا سيقوم الباحث بعملية مسح ومن ثم وصف لما يراه من تطبيق للظاهرة أمامه.
  • ثانياً: المسح الخاص بالمحتوى: وهذا القسم يرتبط بالكثير من المجالات منها مجال الإعلام وكذلك مجال السوشيال ميديا والتسويق والمجلات العلمية المحكمة وغيرها الكثير من المجالات، إذ يهتم بكل المنصات التي تقوم بنشر المحتوى على اختلاف نوع هذا المحتوى، فيقوم الباحث باستخدام المسح بحصر المحتوى والآراء والصواب والخطأ ومن ثم الوصف والتحليل للوصول إلى التقرير الخاص بالتعليق على جودة المحتوى ووضع توصيات.
  • ثالثاً: المسح الاستطلاعي: من أكثر الأنواع استخداماً، ويرتبط بشكل أساسي بقضايا الرأي العام، ويتم خلاله جمع الآراء حول موضوع معين من الناس ومن ثم وصف النتائج وحصر التوقعات، ونرى هذا القسم بشكل أساسي في أوقات الانتخابات أو الاستفتاءات الجماهيرية.

خدمات المنارة

 منهج دراسة الروابط.. ثاني أنواع البحث الوصفي: 

العبارة المعبرة بشكل أساسي عن هذا النوع من أنواع البحث الوصفي هي (دراسة أوجه التشابه والاختلاف). حيث يعتمد هذا النوع بشكل رئيسي على وصف التشابهات والاختلافات بين الروابط داخل الظاهرة الواحدة أو بين الظواهر المختلفة. وهذا الأسلوب يعتبر من الأساليب التي توضح المفاضلات والتطورات على مر التاريخ. ولهذا يكثر استخدامه في الكثير من المجالات لاسيما المجال السياسي ومجال الطبيعة والمجال الطبي. وكذلك يندرج تحت أسلوب دراسة الروابط والعلاقات العديد من الأقسام الأخرى والتي هي:

  1. الدراسات المقارنة: هذا الأسلوب يقوم فيه الباحث بعملية المقارنة بين الظواهر وتحديد أوجه الاختلاف والاتفاق، ومن ثم وصف أسباب وجود التشابه والاختلاف، وكذلك وصف طبيعة ومتانة التشابه أو تشتت الاختلاف، وهو من أكثر الأساليب استخداماً.
  2. دراسة الحالات الفردية: من خلال البحث الوصفي يتم تسليط الضوء على بيانات الحالات المنفردة، بمعنى دراسة كل حالة على حدة ومن ثم تقديم وصف لهذه الحالة، ويمكن القول بأن هذا القسم يمكن استخدامه بجوار المنهج المسحي أيضاً في نهاية دراسة كافة الحالات، وتتم الدراسة ضمن هذا القسم في إطار حدود زمانية ومكانية محددة للكشف عن طبيعة الحالات والتفاعل بينها.
  3. دراسة الارتباطات: يهتم هذا القسم بالمتغيرات داخل الظاهرة الواحدة، ويتم دراسة هذه المتغيرات وتحديد العلاقات بينها، ومعرفة مدى التوافق والاختلاف بين هذه المتغيرات لتحديد مسار الدراسة التي تشمل هذه المتغيرات للوصول إلى النتائج النهائية للبحث.

 النوع الأخير... الدراسات الوصفية التطويرية: 

يهتم هذا النوع بدراسة التطورات الحاصلة على الظواهر. فتكون الظاهرة قديمة ولكن طرأ تطور عليها. وهنا تأخذ الدراسات الوصفية التطويرية عملية وصف التطور والوقوف عليه. وكذلك فإن البحث الوصفي يهتم بربط التطورات بالأمور الحاصلة في الماضي لزيادة فهم الوصف. وكذلك أيضاً الدراسات الوصفية التطويرية لها العديد من الأقسام التي تحتويها والتي هي:

  • أولاً: دراسات النمو: يهتم هذا القسم بدراسات النمو على المراحل العمرية، على سبيل المثال دراسة تطور الذكاء من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب، وكذلك قد يتم دراسة فترات زمنية ضمن مرحلة واحدة، على سبيل المثال دراسة مرحلة الطفولة من عمر سنتين إلى خمس سنوات.
  • ثانياً: دراسة الاتجاه: وهذا النوع يقوم بدراسة الظواهر والمشكلات والتطورات الحاصلة على مر الزمان، سواء كانت الفترة الزمنية قريبة أو متباعدة، وكذلك يتم وصف التوقعات التي يمكن أن تحصل في المستقبل بناءاً على المعطيات الحالية الموجودة.

 استخدامات هامة يقوم البحث الوصفي بتنفيذها: 

يمكن للباحث العلمي استخدام البحث الوصفي في العديد من المهمات التي تقوم على أساس تقديم معلومات وصفية عن الحالات والظواهر والمشكلات. وهذه المهمات يقوم البحث الوصفي بتنفيذها على أساس جمع المعلومات ومن ثم تقديم الوصف وهذه هي الاستراتيجية الرئيسية لهذا المنهج. وترتبط هذه الاستخدامات بعناصر مكونة لمضمون البحث. وفيما يلي نورد أهم الاستخدامات التي يمكن لهذا المنهج تنفيذها:

  1. وصف الظواهر والحالات والمشكلات، يعتبر من المهمات الرئيسية التي يقوم البحث الوصفي بتنفيذها. وهذا الاستخدام يأتي وفقاً لمتطلبات الظواهر أو الحالات أو المشكلات المدروسة.
  2. يمكن من خلال هذا المنهج المساهمة في اكتشاف فرضيات ومتغيرات داخلة في مضمون البحث. وذلك لأن الوصف يكشف عن ماهية الظواهر وحيثياتها وبالتالي ظهور جوانب جديدة للظاهرة.
  3. تعتبر المقارنات من المهمات التي يستخدم فيها هذا المنهج بكثرة. وذلك لأن الوصف يعمل على معرفة الصفات وبيان الاختلافات والتقاربات بين الروابط المختلفة.
  4. دراسة الحالات الفردية وكذلك الجماعية تعتبر من الاستخدامات المنتشرة لهذا المنهج. وتبرز هذه الاستخدامات في العديد من الدراسات لاسيما دراسات العلوم النفسية والسلوكية.
  5. يمكن دراسة المضامين الخاصة بالقوانين والأدب وغيرها الكثير الكثير من المجالات من خلال المنهج الوصفي.

 فوائد يعكسها البحث الوصفي: 

من خلال استخدام هذا المنهج يمكن الحصول على العديد من الفوائد التي تنعكس آثارها على البحث نفسه وعلى الباحث أيضاً. وهذه الأهمية تكمن في طبيعة الاستراتيجية التي يستخدمها هذا المنهج وهي جمع المعلومات ثم وصفها وتصديرها للتحليل. ولعل هذه الفوائد تأتي موقوفة على تطبيق هذا المنهج بالشكل الصحيح، وفيما يلي نعرض أبرز هذه الفوائد:

  • يوفر هذا المنهج العديد من المعلومات الهامة والضرورية التي تساهم في شرح الظاهرة التي يتناولها الباحث. وكذلك يوفر هذا المنهج مادة علمية تكشف عن جوانب الظاهرة.
  • البيانات في البحث الوصفي يتم تناولها سواء كانت بيانات كمية أو بيانات كيفية. وهذا يزيد من فهم الظاهرة وكذلك تدعيم الدراسة بمعلومات مميزة.
  • وصف الشيء يعني الدخول في تفاصيله الدقيقة، وهذا يجعل المعلومات أكثر صدقاً وأكثر دقة.
  • اجراء المقارنات وبيان أوجه الاختلاف والتشابه بين المتغيرات والظواهر المختلفة. يوفر طرح معلوماتي قوي يستهوي القراء ويجعل مضمون البحث أكثر قوة.
  • هذا المنهج مناسب لدراسة الأبحاث باختلاف أنواعها سواء كانت أبحاث إنسانية أو أبحاث طبيعية. وهذا يجعله منهجاً مناسباً لأغلب المجالات العلمية.
  • يقدم هذا المنهج المعلومات بشكل سهل وقريب للفهم للقارئ، وذلك لأنه يأتي بالمعلومة ويصف مضمونها كما هو في الواقع.
  • المنهج الوصفي يمكن أن يدخل إلى جانب العديد من المناهج الأخرى مثل المنهج التحليلي والمنهج التاريخي والمنهج الاستقرائي وغيره.

 فيديو: المنهج الوصفي ومجالات استخدامه 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة