البحث الوصفي والبحث التجريبي - المنارة للاستشارات

البحث الوصفي والبحث التجريبي

البحث الوصفي والبحث التجريبي
اطلب الخدمة

البحث الوصفي والبحث التجريبي

فهرس المحتويات:

الناظر إلى البحث الوصفي والبحث التجريبي يجد أنهما نوعيين من أنواع البحوث يوجد بينهما بعض سمات الاختلاف البائنة، وذلك وفقاً لما يحمله كل من هذين النوعين من خصائص وآلية تنفيذ، وقبل كل هذا وفقاً للمنهج البحثي الذي يتم اتباعه في كل من هذين النوعين.

وفي كثير من الأحيان يكون الباحث أمام حقيقة التمييز بين هذه الفروقات في البحث الوصفي والبحث التجريبي، وذلك ليختار النوع الأكثر مناسبة لدراسته من بين هذين النوعين.

وكذلك فإن لكل نوع تعريفه الاصطلاحي الذي يدلل عليه وعلى خصائصه، ولهذا لا تبحث عن الفروقات بينهما قبل أن تتعرف على التعريف الاصطلاحي الخاص بكل واحد منهما، وكذلك تعرف عن قرب على خصائص كل منهما لتصل إلى إدراك كيفية التمييز بينهما.


 التعريف الاصطلاحي لكل من البحث الوصفي والبحث التجريبي: 

التعريف الاصطلاحي الذي يحمله كل من البحث الوصفي والبحث التجريبي ينبثق منه الصورة الذهنية السريعة لكل منهما، حيث أن هذا التعريف الاصطلاحي يضع النوعين في إطار الوظيفة التي يؤديها كل نوه والهيكلية العامة التي ينبني عليها، وقبل قراءة التعريفات الاصطلاحية، نتطرق بشكل سريع للمعنى اللغوي، حيث أنه لغوياً تدل كلمة الوصفي إلى البيان الشكلي للشيء، وكذلك تدل كلمة تجريبي في اللغة إلى التجربة المفتعلة لدراسة شيء معين.

والآن، نأتي لتعريف المنهج الوصفي والذي هو عبارة عن الدراسة التي يتم خلالها استخدام المنهج الوصفي في آلية جمع وعرض المعلومات داخل الدراسة، وهذا المنهج الوصفي يعتمد على أسلوب الجمع ثم الوصف لما تم جمعه من معلومات ومشاهدات، ويعتبر هذا النوع من أنواع البحث ذو استخدام واسع من الباحثين لاسيما في الدراسات الاجتماعية والإنسانية.

وكذلك بعد أن يتم وصف الظاهرة أو المشكلة في المنهج الوصفي يتم تصديرها لعملية التحليل والشرح، وفي هذا التعريف نريد التركيز على خاصية مشاهدة وملاحظة الظاهرة ومن ثم وصفها بخصائصها وعواملها كما هي دون تغيير أو إدخال أي مؤثرات أخرى على طبيعة الظاهرة الموجودة.

وبعد أن تعرفنا على البحث الوصفي، نأتي للتعريف الاصطلاحي الخاص بالبحث التجريبي. وهو الدراسة التي يتم فيها استخدام المنهج التجريبي في آلية الحصول على المعلومات وصياغتها في مضمون البحث. ويقوم هذا المنهج على أساس ادخال الحالات في بيئات لها مؤثرات محددة لتحديد النتائج التي تنتج عن هذه العملية. وعرض هذه النتائج مقرونة بالمؤثرات التي تم تعريف الحالات المدروسة لها.

بعد التعريفات السابقة، أهم نقطة نريد منك أن تنتبه لها هي مسألة أن الفرق الواضح بين هذين النوعين يكمن في المنهج البحثي، حيث يكتسب كل منهما اسم المنهج الذي يتبعه، فالبحث الوصفي يتبع المنهج الوصفي، والبحث التجريبي يتبع المنهج التجريبي، وهذا هو الاختلاف الأول بينهما.


 تعرف على خصائص كل من البحث الوصفي والبحث التجريبي: 

تعتبر الخصائص التي يعكسها كل من البحث الوصفي والبحث التجريبي من المحددات الرئيسية لبيان طبيعة هذين النوعين. وبالتالي عندما تكون على دراية بهذه الخصائص ستكون قادراً بشكل كبير على التمييز بينهما. واختيار الأفضل لدراستك من بينهما وفقاً لمدى الخصائص مع دراستك التي ستقوم بإعدادها. وفيما يلي نبدأ بعرض خصائص البحث الوصفي، ثم ننتقل لخصائص البحث التجريبي.

أولاً: خصائص البحث الوصفي: يتميز البحث الوصفي بالعديد من الخصائص التي تأتي وفقاً لآلية عمله. وهذه الخصائص تكون في كافة الدراسات التي يستخدم فيها هذا النوع دون النظر في التخصص للدراسة. وفيما يلي نعرض أهم هذه الخصائص:

  1. يعتمد البحث الوصفي على المنهج الوصفي، وبالتالي يكون من خصائص جمع المعلومات من الظاهرة أو الحالة مباشرة دون الحاجة إلى التخمين.
  2. يقوم البحث الوصفي بإعطاء صورة مفاهيمية وفكرية على ما هو موجود في الظاهرة كما هي في الواقع، ولهذا تعتبر خاصية الصدق والثبات من خصائصه الرئيسية.
  3. تكون أداة الملاحظة هي الأداة الأكثر استخداماً في البحوث الوصفية مقارنة بأدوات الدراسة الأخرى.
  4. من خصائص البحوث الوصفية احتواءها على كمية كبيرة من المعلومات التي ترتبط مباشرة بالظاهرة. وغالباً ما تكون هذه المعلومات نصية لا رقمية.

كتابة خطة البحث

ثانياً: خصائص البحث التجريبي: نظراً لاعتماد هذا النوع بشكل رئيسي على المنهج التجريبي. فإن أغلب خصائصه تكون مستمدة من خصائص المنهج التجريبي نفسه، وهذا ما سيتضح في النقاط التالية:

  1. تعتبر أداة التجربة هي الأداة الرئيسية في البحث التجريبي، وهذا ينتج عنه خاصية (عدم الثبات). فيمكن للنتائج أن تتغير باختلاف المؤثرات الداخلة في التجربة.
  2. المرونة من الخصائص البارزة في البحث التجريبي. إذ يمكن أخذ النتائج وتحويرها في دراسات أخرى وفقاً للمتطلبات الموجودة في الدراسات الجديدة.
  3. تُستخدم الأرقام بشكل لافت في كثير من البحوث التجريبية، لاسيما البحوث الخاصة بالتخصص الاجتماعي والعلمي.
  4. تكون البحوث التجريبية ذات استخدام لأسلوب الأسئلة المتراكبة والتي تعتمد على طرح السؤال ثم اشتقاق العديد من الأسئلة الأخرى من نفس هذا السؤال.

 مجموعة من الفروق الجوهرية بين البحث الوصفي والبحث التجريبي: 

ربما لاحظت في فقرة التعريف وفقرة الخصائص وجود ملامح رئيسية توضح الفرق بين هذين النوعين من أنواع البحوث. وفي هذه الفقرة سنقوم بكتابة هذه الفروق بشكل صريح مع التطرق لأمور أخرى تبرز أوجه جديدة من أوجه الاختلاف. ولكن لابد أولاً أن تعرف أن أغلب هذه الفروقات يرتبط بشكل أساسي بالمنهج المستخدم وطريقة التنفيذ للدراسة:

  • أولاً: من البديهي أن يكون الفرق الأول بينهما هو أن البحوث الوصفية تستخدم المنهج الوصفي، وأما البحوث التجريبية فتستخدم المنهج التجريبي.
  • ثانياً: أداة الملاحظة هي الأبرز في البحوث الوصفية، ولكن أداة التجربة هي الأبرز في البحوث التجريبية، وذلك وفقاً لطبيعة الحصول على المعلومات وعرضها في كلاً من النوعين.
  • ثالثاً: البحوث الوصفية لا تهتم بالأسباب بقدر اهتمامها بالشكل الظاهري والأحداث الجارية، ولكن البحوث التجريبية تهتم بالأسباب والمسببات والمؤثرات وتقوم بتفسير النتائج وفقاً لمخرجات التجارب.
  • رابعاً: البحوث الوصفية لا تتدخل في خصائص الظواهر ولا متغيراتها وفرضياتها، ولكن البحوث التجريبية تقوم بإدخال مواد التجربة والتأثير على المتغيرات لاسيما المتغيرات التابعة لمعرفة التأثير على المتغيرات المستقلة.
  • خامساً: تهتم البحوث الوصفية بشكل أساسي في جمع المعلومات ووصفها دون النظر في طبيعة التفاعلات بشكل معمق، ولكن البحوث التجريبية تقوم باكتشاف العلاقات بين محددات الظاهرة المدروسة، وكذلك تقوم بالتلاعب في هذه العلاقات لزيادة فرص الاثبات والنفس لما تعكسه هذه العلاقات.
  • سادساً: في الفرضيات في البحوث الوصفية يتم اشتقاق الفرضيات من الظاهرة المدروسة، ولكن في البحوث التجريبية فيتم اشتقاق الفرضيات من الظاهرة وكذلك من عوامل التجارب التي ستطرأ على الظاهرة.
  • سابعاً: البحوث الوصفية تستخدم المعلومات النوعية والكمية على حد سواء، ولكن في البحوث التجريبية يغلب عليها استخدام المعلومات الكمية لا النوعية.

 من الأفضل البحث الوصفي أم البحث التجريبي؟ 

مثل هذا السؤال لا يجب أن يطرحه الباحث دون إكمال لعبارة (لدراستي التي أقوم بتنفيذها حول كذا). فمجرد المقارنة في الأفضلية بين هذين النوعين هي مقارنة غير منطقية. لأن كليهما له خصائص ووظائف ومهمات يقوم بتنفيذها وفقاً لطبيعة متطلبات الدراسة. ولكن يمكن المفاضلة وفقاً لطبيعة هذه الدراسة. وفي النقاط التالية نضع توضيحاً أكثر لهذا المقصد:

  1. تعتبر البحوث الوصفية الأكثر مناسبة للدراسات ذات التخصصات الإنسانية والاجتماعية، في حين أن البحوث التجريبية تعتبر ملائمة أكثر للدراسات ذات التخصصات العلمية.
  2. في حين كانت متطلبات الدراسة تحتاج إلى معلومات مباشرة عن الظاهرة كما هي دون وجود تدخلات، فهنا يكون البحث الوصفي هو الأنسب.
  3. أما إذا كانت متطلبات الدراسة بحاجة إلى معرفة حالة الظاهرة في ظل ظروف ومؤثرات معينة، فهنا لابد من اختيار البحث التجريبي.
  4. في الاختيار بين هذه الأنواع لابد من النظر في طبيعة المعلومات، فإذا كانت المعلومات تجمع بشكل واضح بين المعلومات الكمية والمعلومات النوعية، فهنا يتم اختيار البحث الوصفي.

كتابة خطة البحث


 طبيعة كتابة النتائج في البحث الوصفي والبحث التجريبي: 

عملية كتابة النتائج تعتبر من الأوجه التي تبرز الجهد المبذول في البحث. وكذلك تبرز كتابة النتائج طبيعة المنهج الذي تم استخدامه في الدراسة. وفي كتابة النتائج في هذه البحوث هناك العديد من الملامح التي تميز كل منهما عن الآخر. فالبحوث الوصفية يتم فيها كتابة النتائج على شكل تحليلات لجوانب الظاهرة وما يرتبط بها من أمور. وكذلك تقوم البحوث الوصفية بعرض مجموعة النتائج وربطها كإجابات على الأسئلة والاستفسارات. وفي البحوث التجريبية يتم عرض قائمة النتائج بالاعتماد على الشرح والتحليل للعمليات التي تم اجراؤها على الظاهرة. وبالتالي تكون قائمة النتائج عبارة عن مجموعة حلول شاكلة على البراهين والأدلة.

وبالنسبة لمعاملات الصدق والثبات في هذه النتائج فإن معاملات الصدق والثبات تكون في الغالب ذات نسبة أكبر في البحوث الوصفية عنها في البحوث التجريبية، وذلك لأن البحوث الوصفية تأخذ الظاهرة وتصفها كما هي في الواقع، ولكن البحوث التجريبية تشرح الظاهرة من وجهة نظر ما تم ادخاله عليها في التجارب.


 أهداف كل من المنهج الوصفي والتجريبي 

البحث الوصفي والبحث التجريبي يأتي كل واحد منهما شاملاً على مجموعة من الأهداف التي يسعى لتحقيقها من خلال تنفيذ الدراسات. وبمعنى آخر الدراسة التي يُستخدم فيها البحث الوصفي تكون أهدافها محددة وفقاً لطبيعة المنهج المستخدم. وكذلك الأمر بالنسبة للدراسات التي تستخدم المنهج التجريبي. وفيما يلي من نقاط نعرض هذه الأهداف من وجهة نظر عامة:

  • أولاً: تكون أهداف البحوث الوصفية عبارة عن نقل حقيقة ما يتم مشاهدته إلى الجمهور كما هو. وكذلك زيادة الإلمام بكافة جوانب الظاهرة المدروسة.
  • ثانياً: الأهداف التي تعكسها دراسات البحوث الوصفية تكون مبنية على أساس توفير المعلومات الرئيسية لعملية التحليل والمناقشة.
  • ثالثاً: أهداف البحوث التجريبية تكون مرتكزة على ايجاد البراهين الثابتة حول نفي أو إثبات معلومات أخرى موجودة سابقاً.
  • رابعاً: ومن أهداف البحوث التجريبية أيضاً الوصول إلى معلومات جديدة صادقة من خلال التجربة المدعومة بالبراهين.
  • خامساً: تشترك البحوث الوصفية والبحوث التجريبية في الأهداف الخاصة بتقديم المعلومات اللازمة للجمهور حول الظاهرة. ولكن في البحوث الوصفية تقدم المعلومات بالوصف والتحليل أما في البحوث التجريبية فتقدم المعلومات بالتجربة والتبيين.

 هل يمكن الجمع بين نوعي البحث دراسة واحدة؟ 

على فرض اعتبار المنهج، فيمكن الجمع بين البحوث الوصفية والبحوث التجريبية في دراسة واحدة. ولكن باعتبار كامل الخصائص فلا يمكن الجمع بينهما. وذلك لأن خصائص البحوث الوصفية تختلف عن خصائص البحوث التجريبية. وكذلك تختلف أداة الدراسة بين البحوث الوصفية والبحوث التجريبية. وفي حالة تم الجمع بين المنهجين فلابد هنا أن يكون الجمع منطقياً وفقاً لمتطلبات الدراسة. وأن يكون الوصف شاملاً على التجربة، بمعنى أن يتم وصف التجربة نفسها.


 فيديو: مناهج البحث الوصفية والترابطية والمقارنة في بعض البحوث 

 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة