خطوات البحث التجريبي - المنارة للاستشارات

خطوات البحث التجريبي

خطوات البحث التجريبي
اطلب الخدمة

خطوات البحث التجريبي 

تعتبر خطوات البحث التجريبي من مسلمات البحث التي تعتمد على طريقة الأداء المعتمدة على التدقيق. ولعل العديد من الباحثين يستهويهم اختيار البحث التجريبي لإجراء دراستهم نظراً لأنه يقدم المعلومة مع براهينها. ونرى وجوب أن يكون الباحث عارفاً طبيعة هذا النوع من أنواع البحوث. وذلك باختصار لأنه يعكس أهمية كبيرة ولا غنى للحقيبة البحثية عنه. ولهذا سنقوم بتعريف البحث التجريبي ونستوقف على مجموعة من الأمور من أهمها خطواته وطريقة تنفيذه ومزاياه.


 ما هو البحث التجريبي؟ 

إذا سمع أحدنا كلمة تجربة فإن ذهنه سيتجه فوراً إلى المختبر الذي تجري فيه التجارب الكيميائية. وفي داخل هذا المختبر هناك مواد وتفاعلات ومؤثرات وغيرها من العمليات الأخرى التي تتم على شيء أساسي ولهدف معين. هذه المحاكاة الفكرية يمكن تطبيقها بشكل فعلي على مفهوم البحث التجريبي. إذ أن التعريف الاصطلاحي له يمكن القول فيه بأنه نوع من أنواع البحوث يتم خلاله تعريض الظاهرة لعوامل محددة للنظر في الروابط والتفاعلات والنتائج تحت المراقبة والملاحظة الشديدة. وكذلك نرى أن نضع مجموعة من النقاط التوضيحية لطبيعة مفهوم هذا البحث:

  1. البحث التجريبي يكون عبارة عن توليفة متكاملة تشمل على عناصر رئيسية وهي (الظاهرة، المؤثرات والعوامل التجريبية، الملاحظات والنتائج، البراهين). إذ أن الظاهرة هي الشيء الذي يتم دراسته والعوامل التجريبية هي الأمور التي يقوم الباحث بتعريض الظاهرة لها. والملاحظات والنتائج هي الاستخلاصات والمشاهدات لهذه التجربة. أما البراهين فهي أدلة اثبات صدق وصحة النتائج والمعلومات التي توصل إليها الباحث من خلال التجربة.
  2. يتجاوز هذا البحث  الأسلوب الوصفي والأسلوب التحليلي. إذ يعتمد في طبيعة عمله على اجراء التجربة ومن ثم وصفها واثبات صحتها من خلال البراهين.
  3. قد تكون المؤثرات الداخلة على الظاهرة طبيعية أو تكون بفعل الباحث نفسه. وغالباً ما تكون بفعل الباحث نفسه، على سبيل المثال تعريف مجموعة من الطلبة لطبيعة دروس معينة خلال فترة زمنية محددة.
  4. يرتبط هذا البحث بالمتغيرات بنوعيها (المستقلة والتابعة)، وكذلك يرتبط بالفرضيات وأدوات الدراسة والعينة البحثية.

 خطوات البحث التجريبي: 

للوصول إلى النتائج النهائية في البحث التجريبي لابد من اتباع مجموعة من الخطوات المتسلسلة. حيث أن هذا البحث له خطوات مكونة لطريقة أداءه من البداية إلى النهاية. وكل خطوة من هذه الخطوات تعبر عن عنصر محدد من عناصر البحث. وكذلك يتم توظيف المعلومات وصياغتها في هذا البحث من خلال الوصف ثم الشرح والتدقيق. وفيما يلي من نقاط نعرض هذه الخطوات بحيث نعرضه متسلسلة وموضحة بالشرح:

  • أولاً: لابد في البداية من التعرف على الظاهرة أو المشكلة التي سيتم دراستها. ويتم هذا التعرف من خلال معرفة الجوانب المتعلقة بها والتعريفات الخاصة. والمعلومات التي لابد من الوصول إليها للإلمام بكامل الطرح حول هذه الظاهرة.
  • ثانياً: من الظاهرة نفسها يتم استخراج مجموعة من الفرضيات. وكذلك يتم استخراج المؤثرات التجريبية التي سيتم تعريض الظاهرة لها. على سبيل المثال كانت الظاهرة عن (الهروب من المدرسة). وكان من جوانبها أسباب الهروب. فهنا يمكن للباحث أن يضع مؤثر التوعية في الأنشطة اللامدرسية للطلاب كمؤثر لخفض نسبة الهروب من المدرسة.
  • ثالثاً: تحديد العينة وأدوات الدراسة، أما العينة فيتم تحديدها وفقاً لخصائصها ومتطلبات الدراسة. ولكن الأدوات هنا تكون بشكل مباشر عبارة عن التجربة وكذلك يمكن استخدام الملاحظة إلى جوار التجربة. وكذلك يتم فصل العوامل التجريبية عن العوامل الغير تجريبية.
  • رابعاً: يتم تحديد آلية اجراء التجربة بناءاً على الفرضيات والمؤثرات التي تم استخراجها من الظاهرة. وهنا لابد في التجربة من التأكد على دقة التكوين البنائي لها وتوقع صدق نتائجها.
  • خامساً: يتم تنفيذ الاستطلاعات كاختبارات قبل تنفيذ التجربة، و من ثم يتم إقرار الخطة النهائية لإجراء التجربة شاملة على التوقيت والمكان المناسبين.
  • سادساً: بدء تنفيذ التجربة على الظاهرة مع تسجيل الملاحظات حولها. وهنا لابد أن تكون التجربة آنية والمعلومات موثقة بالتاريخ والمكان مع الملاحظات الخاصة بها
  • سابعاً: تتم عملية جمع المعلومات من التجربة ومن ثم تصنيف هذه المعلومات، والبدء باستخراج البراهين الدالة على الصدق، وبعد ذلك يتم دمج المعلومات في سياق الإطار النظري للبحث.

 ما يميز البحث التجريبي: 

باعتباره نوع أساسي من أنواع البحوث وفقاً لمنهج وأسلوب الأداء، فإن البحث التجريبي يكمن فيه العديد من المزايا التي تجعله مناسباً للكثير من الدراسات، فهذا النوع من أنواع البحوث له مزايا مرتبطة بمزايا التجارب والمخرجات المعلوماتية التي يقدمها، وكذلك له مزايا تنعكس على الباحث الذي يستخدمه، وهذه المزايا نعرضها مفصلة في النقاط التالية:

  1. من خلال البحث التجريبي يمكن للباحث الوصول إلى المعلومات بأسلوب مبني على البراهين والأدلة، وهذا يعني تقديم الباحث لمعلومات ذات صحة ودقة كبيرة، وكذلك يعرض الباحث في هذا النوع جهده في اجراء التجارب.
  2. تصبح المتغيرات الموجودة في البحث ذات مرونة أكثر. وبالتالي يمكن للباحث توظيف هذه المتغيرات وفقاً لطبيعة الدراسة ومتطلباتها مما يؤدي للحصول على معلومات جديدة ومبتكرة.
  3. يمكن اعتماد نتائج البحث التجريبي كدليل من الأدلة الزمانية، بمعنى أنه في حال تم الرجوع للدراسة التي استخدمت المنهج التجريبي فيتم إقرار النتائج في المرحلة الزمنية التي تم فيها اجراء التجربة، على سبيل المثال أجرى باحث دراسة حول (تقبل الطلاب لآلية التعليم باللعب في عام 2005م)، وبعد عشرة سنوات تناولت دراسة أخرى نفس العنوان ولكن في عام 2020م، فهنا يمكن الاستشهاد بالتجربة التي جرت في عام 2005م كوجه عام لتلك الفترة الزمنية.
  4. تكون نتائج هذا البحث وفقاً لنظريات الاثبات أو النفي أو الاكتشاف، بمعنى أن النتائج إما أن تثبت معلومة أو أن تنفيها أو أن تأتي بمعلومة جديدة.
  5. يمكن إلى حد كبير تعميم نتائج البحوث التجريبية على الظواهر المماثلة للظاهرة التي تم تناولها في التجربة.
  6. تصبح الفرضيات أكثر وضوحاً في البحوث التجريبية. بحيث أن هذه الفرضيات تدخل في عملية دراسة مرتبطة بمحددات ومعايير أخرى مما يجعل المعلومات عنها تأخذ شكل النقاش والتحليل.
  7. الارتباط بين المتغيرات في الدراسة يكون واضح وفعال في البحوث التجريبية، وذلك لأن التجارب تساهم في اكتشاف هذه الروابط وتحديد النظرة المستقبلية لها.
  8. تجمع البحوث التجريبية بين العديد من العمليات البحثية الضرورية، من أهمها التجربة والوصف والنقاش.

خدمات بحثية

 بعض المآخذ على خطوات البحث التجريبي: 

إلى جانب المزايا العديدة التي ذكرناها في الفقرة السابقة عن البحث التجريبي، فإن هناك بعض العيوب والتي تؤخذ عليه، فهذه البحوث يمكن أن تصطدم بنتائج غير متوقعة للتجارب، وبالتالي حدوث التشتت في مسار المعلومات والبدء بإعادة الطرح، ولربما يحدث هذا الأمر لخلل ما في التجربة أو عدم منطقية تطبيقها، وكذلك فإن البحوث التجريبية تأخذ وقتاً أطول في التنفيذ من البحوث الأخرى وهذا لأن اجراء التجارب وتسجيل الملاحظات يحتاج إلى وقت وتركيز، وكذلك قد يتسبب الباحث في حدوث مشكلات اجتماعية في حالة لم يتم اجراء التجارب وفقاً للميثاق الأخلاقي، على سبيل المثال قيام الباحث بتعريض حياة مجموعة من الأشخاص للخطر.

ومن العيوب أيضاً أن البحث التجريبي يقدم المعلومات دون وصف كافي لها مما يجع الكثير من هذه المعلومات مجهول التعريف لدى بعض القراء، وكذلك من العيوب أن المتغيرات قد تكون متباينة الاستجابة للمؤثرات الداخلة عليها في التجربة، وكذلك فإن نتائج البحوث التجريبية تل رهينة صدق العناصر الداخلة في التجربة، على سبيل المثال تم اختبار مجموعة من الطلبة في دروس تقوية ولكن الطلبة تظاهروا بالفهم وهم في الحقيقة عكس ذلك، وكذلك من العيوب أن هذا البحث قد يتطلب امكانيات مادية مرتفعة بعض الشيء في بعض الدراسات لاسيما المخبرية منها.


 أنواع تصميم لهذا النوع من البحوث: 

المقصود بأنواع تصميم البحث التجريبي هي تلك الطرق التي يتم استخدامها في عملية جمع المعلومات الداخلة في المنهج التجريبي في البحث، وهذه التصميمات لكل واحد منها آلية عمل خاصة به، ولكن كلها تتفق في الإطار العام وهو إدخال المعلومات في التجربة ثم تحليلها، وفيما يلي نعرض هذه التصميمات مع شرح مبسط عن كل تصميم منها:

  • أولاً: نوع التصميم ما قبل التجريبي: في هذا النوع يتم تهيئة ظروف التجربة والعوامل المؤثرة في أفراد العينة، ومن ثم يتم وضع أفراد العينة سواء كانوا مجموعة واحدة أو مجموعات متعددة في بيئة التجربة، ومن ثم تتم عملية الملاحظة لهم في إطار التفاعل مع التجربة، وهذا النوع قريب جداً للفهم وبسيط، وفيه تكون العينة إما مجموعة داخلة في التجربة وتسمى الغير ضابطة أو مقارنة بالمجموعة الغير ضابطة والمجموعة الضابطة، حيث أن المجموعة الضابطة هي المجموعة قبل ادخالها في التجربة.
  • ثانياً: النوع التجريبي الواقعي: يرتبط هذا النوع بعملية التحليل الإحصائي للبيانات، وهو عبارة عن أخذ نتائج التجربة وتحويلها لبيانات رقمية ومن ثم إدخالها في قواعد حساب عملية التحليل الإحصائي، وتعتبر نتائج هذا النوع ذات دقة وجودة عالية، وكذلك يمكن من خلالها الوصول إلى ارتباطات السبب والنتيجة.
  • ثالثاً: التصميم شبه التجريبي: الفرق الجوهري بين هذا النوع والأنواع الأخرى هو أن أفراد العينة يكون اختيارهم قد تم بشكل متعمد لا يحتمل العشوائية في الاختيار، وهذا النوع ينشط استخدامه في الدراسات الميدانية كونها تتطلب نتائج ملائمة طبق الأصل لفئة محددة من الأفراد الذين تجمعهم صفات وخصائص محددة.

 صعوبات تطبيق هذا المنهج: 

هناك العديد من الصعوبات التي تواجه عملية تطبيق البحث التجريبي، وهذه الصعوبات تؤثر على زمن انجاز البحث وكذلك تؤثر على قدرة الباحث على التحكم في المعلومات في البحث التجريبي، ولكن هذه الصعوبات يمكن تذليلها من خلال طرق منهجية، وفي النقاط التالية سنقوم بعرض هذه الصعوبات مع بيان كيفية تجاوزها:

  • أولاً: صعوبات تتعلق بطبيعة اجراء التجربة بداية من التجهيز للتجربة مروراً بتطبيقها، وهذه الصعوبات تكون من عدة جوانب منها صعوبة تسليط التجربة على أفراد العينة، على سبيل المثال قد يرفض أفراد العينة خوض التجربة ويبذل الباحث جهود لإقناعهم وكذلك صعوبة في الإمكانيات المالية، وأيضاً من الصعوبات ما يتعلق بتحديد الوقت والمكان المناسب لإجراء التجربة.
  • ثانياً: البحث التجريبي يكون بحاجة ماسة إلى وضع فرضيات ومتغيرات يمكن تحويلها إلى مدخلات في التجارب. وهذا يوجب على الباحث تطويع الفرضيات بناءً على عنوان التجربة التي ستجري عليها.
  • ثالثاً: وجود عينة بحثية قابلة للتجربة وكذلك متوافقة في خصائصها بشكل تام، يعتبر أمر صعب وعلى الباحث تكثيف البحث للحصول على هذه العينة.
  • رابعاً: هناك صعوبة في البدء بتجربة المحددات دون وصفها، وهذا أيضاً على صعوبة تفسير وتحليل نتائج التجربة، ولهذا من الأفضل وصف المتغيرات والمعلومات الداخلة في التجربة قبل البدء بالتحليل والتفسير.

 فيديو: المنهج التجريبي في البحث العلمي 

 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة