اطلب الخدمة
مفهوم المنهج الكيفي "النوعي" (2)
ليس هناك تعريف واحد للبحث الكيفي؛ وذلك لصعوبة تحديده بوضوح، حيث يؤكد (Denzin & Lincoln, 2005) في هذا الصدد صعوبة تعريف البحوث الكيفية بوضوح، فليس هناك نظرية أو مدخل فكري ينتمي إليه المنهج الكيفي، وليس هناك طرق وممارسات خاصة به. ويتفق (Silverman, 1997) مع ما ذكره دينزين ولينكلولن حيث يشدد على أنه لا يوجد مذهب أو عقيدة متفق عليها تشكل أساس البحوث الكيفية الاجتماعية. ويضيف (Holliday, 2004) على ذلك بالقول: "بأن الحدود في البحوث الكيفية متفتتة، وأن الباحثين يفعلون أي شيء حتى يصلوا إلى ما يريدون". ثم إن عدم وجود انتظام واتساق يعود إلى نشوء المنهج الكيفي؛ كان كل ذلك سبباً لصعوبته. ومن جانب آخر عندما اتحد علماء من خلفيات مختلفة تحت لواء المنهج الكيفي في سبيل مواجهة المنهج الكمي، وبدأ الباحثون يجمعون البيانات بواسطة دراسة الحالة باستعمال أداة المقابلة أو الملاحظة -وهما من الأدوات النموذجية في البحث الكيفي- بدأت تتضح معالمه. لكنهم قد يقومون بترميز تلك البيانات بأسلوب يتيح لهم تحليلها تحليلاً إحصائياً (كمياً) مما يجعل الكثير من الباحثين يُعرّفُون البحث الكيفي بأنه: "كل ما ليس كمي" (ستراوس،1999: 19) ويعتمد البحث الكيفي على دراسة وقراءة البيانات والأحداث بأسلوب غير كمي، حيث لا يتم تحويل البيانات إلى أرقام كما هو الحال في البحث الكمي، وإنما يتم الحصول على النتائج من واقع الملاحظة وتحليل الأحداث والمواقف والصور والوثائق والاتصالات اللفظية وغير اللفظية (ريان،3003: 3).كما جاء في أحد التعريفات للبحوث الكيفية بأنها: "نوع من البحوث العلمية، التي تفترض وجود حقائق وظواهر اجتماعية يتم بناؤها من خلال وجهات نظر الأفراد والجماعات المشاركين في البحث"، ويتوجه الباحث في هذا النوع من البحوث عادة نحو عينة مقصودة في جمع البيانات، ويكون دور الباحث فيها دوراً اجتماعياً متفاعلاً، لكنه يعتمد على الذاتية المنضبطة؛ للابتعاد عن التحيز في جمع البيانات وتفسيرها. ولا يهدف البحث الكيفي عادة إلى تعميم النتائج، بل إلى توسيع نتائج الحالة المبحوثه لاحتمالات الاستفادة منها في حالات ومواقف أخرى (قنديلجي، 2008: 45).
إذاً نستطيع القول: بأن البحث الكيفي هو([1]) وسيلة من وسائل البحث تكثر في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية والنفسية، تهدف إلى فهم السلوك الانساني والأسباب المؤدية لهذا السلوك، باستخدام أدوات متنوعة ومتجددة.

بقلم: د.الشيماء محمد وليد لطفي
مرشحة لنيل درجة الدكتوراة في اللغويات التطبيقية العربية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض
([1]) البحث النوعي Qualitative Research وقد يسمى بالبحث التفسيري Interpretive Research؛ لأنه منبثق من الفلسفة التفسيرية، أو البحث الميداني Field Research؛ لأنه يجري في الميدان ويعتبر نوعاً من أنواع البحوث العلمية
([2]) استنتجت التعريف المذكور أعلاه من مقدمة (Heigham & A.Croker مذكور في الحربي، 2019: 3) حيث قال: "عبارة "البحث النوعي" مصطلح شامل يستخدم الإشارة إلى منهجية بحث معقدة ودائمة التطور وتعود جذور هذا المصطلح إلى عدد من المجالات العلمية المختلفة، وبشكل رئيس إلى علم الأجناس البشرية (الأنثروبولوجيا، وعلم الاجتماع والفلسفة، وهو يستخدم الآن تقريبا في مجالات أبحاث العلوم الاجتماعية كافة، بما في ذلك اللغويات التطبيقية".
يسر موقع المنارة للاستشارات دعوة الباحثين والكتّاب للمساهمة بمقالات علمية تُنشر في المدونة البحثية الخاصة بالموقع، وذلك مجانًا.
لمن يرغب بالمشاركة، يُرجى مراسلة فريق خدمة العملاء عبر البريد الإلكتروني: [email protected]
شروط النشر:
- أن لا يتجاوز المقال 500 كلمة.
- خلوّه من الأخطاء الإملائية والنحوية.
- أن يكون متعلقًا بالبحث العلمي.
- ألا يتضمن أي إعلان لمؤسسة أو شخص.
- أن قبول المقال مرتبط بمدى جودة المحتوى وملائمته بعد اطلاع لجنة التحرير لدينا
- يُفضّل تزويدنا بـاسم كاتب المقال، الرتبة أو الوظيفة.
نرحب بإبداعاتكم ومساهماتكم العلمية!
لطلب المساعدة في إعداد رسالة الماجستير أو الدكتوراة يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي