الفرق بين المنهج التاريخي والاستقرائي - المنارة للاستشارات

الفرق بين المنهج التاريخي والاستقرائي

الفرق بين المنهج التاريخي والاستقرائي
اطلب الخدمة

الفرق بين المنهج التاريخي والاستقرائي 

فهرس المقال:

نضرب مثالاً لإيضاح الفرق بين المنهج التاريخي والاستقرائي فهذا الطريق يؤدي إلى كذا وذلك الطريق يؤدي إلى ذلك، فمن سلك إحدى هذه الطرق فسيصل في النهاية إلى ما يوصل إليه هذا الطريق، هذه بالضبط هي الصورة العامة للمناهج العلمية فيما يخص البحث العلمي، فكل منهج من المناهج العلمية للبحث عبارة عن طريق خاص يسلكه الباحث في سبيل الوصول إلى طريقة عرض مميزة لعرض المعلومات في مضمون البحث العلمي.

وتتعدد مناهج البحث العلمي وبين أيدينا في هذا المقال سنقوم بأخذ المنهج الاستقرائي والوقوف على أهم جوانب كونه من أهم مناهج البحث العلمي.


 المعنى الصحيح للمنهج الاستقرائي... الخطوة الأولى لتمييز الفرق بين المنهج التاريخي والاستقرائي:

الكثير من الباحثين يصعب عليهم عملية فهم طبيعة المنهج الاستقرائي، وفي الحقيقة يعتبر المنهج الاستقرائي من أهم مناهج البحث العلمي وفي نفس الوقت من أصعبها، وفي هذه الفقرة سنقف أولاً على التعريف اللغوي لهذا المنهج الاستقرائي ومن ثم نقوم بعملية التعريف الاصطلاحي له.

قولنا استقراء يعني متابعة القراءة لشيء معين، وبمعنى آخر تكثيف القراءة لأمر محدد، ونرى أن كلمة استقراء نابعة من المواصلة والاهتمام المركز على قراءة متمعنة لشيء ما.

قبل الدخول في عملية التعريف الاصطلاحي الخاص بالمنهج الاستقرائي نضع نبذة مبسطة عن تاريخ المنهج الاستقرائي، إذ يرجعه العديد من العلماء إلى أرسطو الفيلسوف الشهير ويقولون أن أول من اخترعه واتبعه هو أرسطو.

ويمكن أن نعرف المنهج الاستقرائي بأنه: منهج من مناهج البحث العلمي يقوم الباحث من خلاله بعملية القراءة المكثفة والدراسة المتعمقة والملاحظة الشديدة للظاهر التي يأخذها في مضمون البحث العلمي. ويقوم بعملية الاستقصاء وجمع المعلومات. وكذلك الفهم الدقيق والتحليل المفصل لمكونات الظاهرة حتى الوصول لنتائج يمكن تعميمها على جوانب الظاهرة المختلفة.

ونلاحظ من التعريف السابق أن المنهج الاستقرائي يعتمد على أمور عدة وهي:

  1. ظاهرة محددة.
  2. قراءة مركزة.
  3. استقصاء وجمع معلومات.
  4. التحليل المفصل.
  5. تعميم النتائج.

 متى تستخدم المنهج الاستقرائي؟ من أوجه الفرق بين المنهج التاريخي والاستقرائي: 

كما أن الرجل المناسب يجب أن يوضع في المكان المناسب، فكذلك المنهج المناسب يجب أن يوضع في البحث العلمي المناسب، والباحث مطالب بعملية تحديد المنهج الذي سيسلكه من خلال رؤية طبيعة المعلومات التي سيتعامل معها وحاجة البحث العلمي إلى معلومات محددة، والمنهج الاستقرائي يتم استخدامه في الحالات التالية:

  1. المنهج الاستقرائي يعتبر مناسباً للباحثين الراغبين في دراسة الظواهر الطبيعية المختلفة، وذلك لأن عملية جمع المعلومات في البحث العلمي الطبيعي تتطلب عملية الملاحظة و عملية التحليل المستمر.
  2. إلى جانب البحث العلمي الطبيعي، يمكن استخدام الباحثين المنهج الاستقرائي في البحث العلمي الخاص بالعلوم الانسانية، وذلك لأن مثل هذه الأبحاث تكون بحاجة إلى عملية تحليل المعلومات وتعميم نتائج.
  3. المشكلات المجتمعية تتطلب فهماً دقيقاً لكافة الجوانب التي تتعلق بها. والمنهج الاستقرائي يوفر المسلك الذي يمكن الباحث من عملية جمع المعلومات ومن ثم تحليل هذه المعلومات واستنباط النتائج لهذه المشكلات المجتمعية.
  4. يمكن للباحث أن يستخدم المنهج الاستقرائي مع مناهج علمية أخرى. مثل عملية جمع المنهج الاستقرائي بالمنهج الوصفي أو التحليلي، وذلك لزيادة تركيز الباحث على تحليل المعلومات والوقوف على أسبابها ونتائجها.
  5. المنهج المقارن يعتبر من المناهج التي ترافق المنهج الاستقرائي. وذلك لأن المنهج الاستقرائي يتطلب ضمن محددات عملية تحليل المعلومات إلى التطرق لاستخدام الباحث المقارنات للكشف عن جوانب الظواهر.

 كيف يرتبط المنهج الاستقرائي بمناهج البحث العلمي الأخرى؟ 

ليست كل المناهج، ولكن أغلبها، حيث يرتبط المنهج الاستقرائي بالعديد من المناهج الأخرى بشكل مباشر أو غير مباشر، والنقاط التالية توضح طبيعة هذا الارتباط:

  1. المنهج الاستقرائي يقوم من خلاله الباحث بعملية التفصيل والتدقيق المعلوماتي، والتفصيل والتدقيق في المعلومات أيضاً يقوم بها المنهج التحليلي.
  2. يرتبط المنهج الاستقرائي بالوصفي من خلال اعتماد المنهج الاستقرائي على آليات وصف الظاهرة وكتابة الباحث للمعلومات بأسلوب الشرح.
  3. هناك علاقة بين المنهج الاستقرائي والمقارن. إذ يعتمد الباحث في المنهج الاستقرائي على عملية جلب معلومات تقارن بعض الظواهر ببعضها البعض للوصول إلى معلومات دقيقة وصحيحة.
  4. التجربة ليست بعيدة عن المنهج الاستقرائي، فنجد أن الباحث يقوم بالتطرق لذكر بعض التجارب لاسيما في اختبار فرضيات البحث.
  5. تحليل المعلومات يعتبر من ركائز المنهج الاستقرائي، ويتضح لنا من هنا ارتباط المنهج الاستقرائي بالمنهج التحليلي.

 مميزات المنهج الاستقرائي، ايضاح لنقاط مهمة في الفرق بين المنهج التاريخي والاستقرائي: 

يتميز المنهج الاستقرائي بالعديد من المزايا التي تجعل جمهور الباحثين يعتمدون عليه في كثير من مضامين البحث العلمي، وهذه المميزات تظهر فيما يلي:

  1. التدقيق والتفصيل للمعلومات يمكنان الباحث من عملية استيفاء كامل المعلومات التي يتطلبها مضمون البحث العلمي. والمنهج الاستقرائي هو في الأساس قائم على التدقيق والتفصيل.
  2. يجمع المنهج الاستقرائي بين الملاحظة وكذلك التجارب. وبهذا يتمكن الباحث من عملية الحصول على معلومات صحيحة منطقية يدعم فيها مضمون البحث العلمي.
  3. يتمكن الباحث من خلال المنهج الاستقرائي من عملية اشتقاق الفروض الصحيحة للبحث العلمي. وذلك لأن أخذ الظاهرة ومواصلة فهمها وقراءتها ضمن محددات المنهج الاستقرائي الذي يعمل على زيادة محورة المعلومات المتعلقة بهذه الظاهرة.
  4. تعتبر نتائج المنهج الاستقرائي من أكثر النتائج دقة وموضوعية من بين نتائج البحث العلمي. وذلك لأن الباحث يقوم بعملية تحليل مفصل للمعلومات التي يحصل عليها أولاً بأول.
  5. المنهج الاستقرائي يعتبر منهجاً علمياً يجمع في طياته عدة مناهج بحث علمي أخرى. مثل المنهج الوصفي والتحليلي والمقارن.

 عيوب المنهج الاستقرائي، من ضمن محددات الفرق بين المنهج التاريخي والاستقرائي:

إلى جانب المميزات المتعددة والهامة التي يمتلكها المنهج الاستقرائي. فإن الباحث سيواجه العديد من الصعوبات عند اختياره المنهج الاستقرائي كمنهج دراسي للبحث العلمي الذي يقوم بعملية إعدادها. وهذه الصعوبات تندرج تحت إطار عيوب المنهج الاستقرائي والتي من أهمها:

  1. يعتمد المنهج الاستقرائي على أساس التفصيل للمعلومات وبالتالي يمكن أن تؤدي عملية استخدامه إلى كتابة الباحث الكثير من المعلومات المشتتة لباقي معلومات البحث العلمي.
  2. تعميم النتائج الذي يسلكه المنهج الاستقرائي يعتبر غير دقيق إذا ما أراد الباحث القيام بعملية تعميم النتائج بشكل مطلق. وذلك لأن المعلومات والمعطيات تتغير من فترة لفترة.
  3. وكذلك بالنسبة لعلمية التعميم في المنهج الاستقرائي فإن الباحث سيجد أن الجزئيات ولا تتماثل في الصفات. وهذا يعني عدم قدرة الباحث على اتمام عملية تعميم النتائج في المنهج الاستقرائي للبحث العلمي.
  4. من الأفضل أن يتم دراسة كامل أفراد عينة البحث. ولكن في حالات تتطلب استخدام المنهج الاستقرائي ودراسة جزء من أفراد عينة البحث وتعميم النتائج على باقي أفراد عينة البحث.
  5. يتطلب المنهج الاستقرائي قوة في التركيز وكذلك يتطلب المنهج الاستقرائي أن تكون الظواهر مكررة لنجاح عملية التعميم.

خدمات البحث العلمي

 هل هناك أنواع تندرج تحت المنهج الاستقرائي؟ 

هذه هي الحقيقة التي لا يعرفها كثير من جمهور الباحثين، حيث أن المنهج الاستقرائي له نوعان أساسيان يندرجان تحته، وهذان النوعان هما:

أولاً: المنهج الاستقرائي الكامل:

يقوم الباحث باستخدام المنهج الاستقرائي الكامل بعملية تحليل وتفصيل لجزيئات البحث العلمي. وبعد ذلك يقوم الباحث بعملية بتعميم نتائج هذه الجزئيات على كامل المضمون المعلوماتي في البحث العلمي. ولابد للباحث في المنهج الاستقرائي الكامل أن يقوم بعملية تكرار النتائج لكل جزأ من جزيئات البحث العلمي، حتى يصل في النهاية إلى معلومات مترابطة بعضها مع بعض.

ثانياً: المنهج الاستقرائي غير الكامل:

يأخذ الباحث في المنهج الاستقرائي غير الكامل جزأ من أفراد العينة ويقوم بعملية دراستهم بشكل مفصل وجمع المعلومات التامة من هؤلاء الأشخاص. ثم يقوم الباحث في المنهج الاستقرائي غير الكامل بعملية تعميم نتائج هذا الجزء من العينة على كل أفراد عينة الحث العلمي.


 كيف تستخدم المنهج الاستقرائي من البداية للنهاية:

إذا سلك الباحث طريق المنهج الاستقرائي فإن ذلك يعني أنه سيقوم بمجموعة من الخطوات التي تعمل على تضمين المعلومات الكاملة من البداية للنهاية باستخدام المنهج الاستقرائي وهذه الخطوات هي:

  1. اختيار الباحث للظاهرة التي سيتناولها في البحث العلمي. وهذه الخطوة مشتركة بين كافة المناهج سواء المنهج الاستقرائي أو غيره. وفي المنهج الاستقرائي لابد أن تكون الظاهرة تحتاج إلى عملية تفصيل معلوماتي واسعة.
  2. يقوم الباحث بعملية كتابة أهدافه من وراء استخدام المنهج الاستقرائي. وهي ما يفسر قيام الباحث بعملية تتبع الظاهرة وجمع المعلومات المفصلة عنها.
  3. بعد ذلك يقوم الباحث بعملية الملاحظة المتواصلة للظاهرة التي قام باختيارها، ومن خلال الملاحظة يقوم الباحث ضمن اجراءات المنهج الاستقرائي بعملية جمع دقيقة وشاملة للمعلومات التي يحتاجها البحث العلمي.
  4. من خلال ما جمعه الباحث من معلومات عن الظاهرة باستخدام المنهج الاستقرائي، يقوم الباحث بعملية استخلاص فرضيات البحث العلمي. ولابد هنا أن يراعي الباحث في عملية استخلاص فرضيات البحث العلمي أن تكون الفرضيات حقيقية ويمكن دراستها. وكذلك ترتبط بالظاهرة التي يجري دراستها باستخدام المنهج الاستقرائي للبحث العلمي.
  5. بعد تحديد الباحث لفرضيات البحث العلمي، يلزمه القيام بعملية اختبار هذه الفرضيات، وهذه الخطوة مهمة ضمن المنهج الاستقرائي. وذلك لأنها تعمل على فهم طبيعة الظاهرة وكتابة المعلومات المفصلة عنها.
  6. من خلال نتائج اختبار الفرضيات، يقوم الباث بعملية كتابة المعلومات النهائية. ومن ثم استخلاص النتائج وتعميمها على مضمون البحث العلمي، وتمثل هذه النتائج نظريات علمية معلوماتية مؤكدة.

5  معلومات أساسية يقدمها المنهج التاريخي 

إذا كانت عملية اختيار الطريق بشكل خاطئ فحتماً ستكون النتيجة هي الوصول إلى الجهة الخاطئة. ومناهج البحث العلمي تعتبر الطرق التي يسلكها جمهور الباحثين في سبيل جمع وتضمين المعلومات في محتوى البحث العلمي. إذاً لابد أن يقوم الباحثين بعملية الاختيار الصحيح للمنهج الذي سيسلكونه في جمع وعملية جمع وتضمين المعلومات. وسنقوم في سياق هذا المقال بالوقوف على حيثيات المنهج التاريخي لعملية كتابة محتوى البحث العلمي. إذ أن المنهج التاريخي يعتبر من أكثر المناهج المستخدمة.


 ماذا يُقصد بالمنهج التاريخي؟ زيادة في فهم الفرق بين المنهج التاريخي والاستقرائي:

قبل أن نقوم بعملية كتابة تعريف المنهج التاريخي، سنقوم بعملية كتابة تعريف مناهج البحث العلمي بشكل عام وهي: الوسائل التي يستطيع من خلالها الباحث القيام بعملية جمع وترتيب وتضمين المعلومات في محتوى البحث العلمي.

المنهج التاريخي يأخذ تعريفه من اسمه المرتبط بالتاريخ حيث يمكن القول بأن المنهج التاريخي هو: طريق يسلكه الباحث في عملية جمع وتضمين المعلومات من خلال قراءة الموروثات العلمية السابقة والوقوف على الظواهر السابقة وماهيتها والقيام بعملية تحليلها وتفسيرها وربطها بالأحداث الجارية أو بالظاهرة المتناولة في البحث العلمي وكذلك إمكانية التنبؤ بمستقل هذه الظاهرة.

ونرى أن المنهج التاريخي يعتمد في تكوينه على قيام الباحث بربط الحاضر بالماضي والتنبؤ بالمستقبل. هذا من جهة، ومن جهة أخرى يقوم الباحث في المنهج التاريخي بعملية أخذ المعلومات من الكتب والبحوث التي كتبت في الماضي. ويرى مدى تطور الظاهرة ويحاول تفسير الظواهر بالوقوف على أسبابها المكتشفة في الماضي.


بما أننا نتحدث عن المنهج التاريخي فنرى أن نقف على تاريخ اكتشاف المنهج التاريخي، والنقاط التالية تعتبر تسلسل لتاريخ المنهج التاريخي:

  1. الحقيقة التي يجب أن نبدأ بها الحديث عن المنهج التاريخ أن عملية اكتشاف المنهج التاريخي لكتابة الباحث لمعلومات البحث العلمي ليس لها وجود، وذلك لأن المنهج التاريخي هو شيء فطري عرفته البشرية من الأزل.
  2. نعم، هناك فطرة في داخل الانسان تدفعه لمعرفة أخبار من سبق والأحداث التي حدثت في الماضي. ونجد أن المنهج التاريخي قد استخدم في بعض المنحوتات الحجرية التي تدلل على فهم الانسان للماضي وأهميته.
  3. الباحث يجد في المنهج التاريخي الاجابة على أسئلة ناشئة في ذهنه، وذلك كما أسلفنا أن عملية كتابة الباحث لمعلومات البحث العلمي ناتجة عن دافع ذاتي، وهذا بالضبط ما وجده الكثير من المعلومات من خلال تحليل العقلية المفكرة للإنسان القديم.
  4. بعض العلماء يرجع عملية اكتشاف المنهج التاريخي إلى فترة اكتشاف اللغة وكتابة الحروف والصور. والبدء في عملية كتابة المعلومات باستخدام الجمل والعبارات فضلاً عن الصور.
  5. أما طبيعة المنهج التاريخي بما هو عليه الآن كأحد مناهج كتابة معلومات محتوى البحث العلمي، فيرجعه العلماء إلى بداية القرن التاسع عشر حيث صُنف المنهج التاريخي كأحد المناهج الأساسية لعملية البحث العلمي.

 فيديو: مناهج البحث العلمي 

 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة