عرض البيانات الإحصائية ووصفها - المنارة للاستشارات

عرض البيانات الإحصائية ووصفها

عرض البيانات الإحصائية ووصفها
اطلب الخدمة

عرض البيانات الإحصائية ووصفها 

عملية عرض البيانات الإحصائية تعتبر من العمليات الأساسية في البحوث المشتملة على التحليل الإحصائي، ولعل هذه العملية لها شقين أساسيين هما العرض ومن ثم الوصف، فلو أن مخرجات التحليل الإحصائي لم يكن لها فن في العرض أو الوصف، فهنا قد يضيع جزءُ كبير من المجهود من خلال النثر الغير منظم أو العرض العشوائي، وكذلك البيانات الإحصائية تعتبر من البيانات الصعبة التي تتطلب عملية الوصف والتحليل، ولهذا تأتي الضرورة القصوى لعرض البيانات الإحصائية ووصفها، وكذلك يأتي التساؤل بكيفية العرض والوصف للبيانات الإحصائية؟، وتساؤلات أخرى عديدة تدور في فلك هذه العملية، وهنا سنقوم بالطواف في ذات الفلك لنتعرف عليه عن قرب.

 تعرف على ماهية عملية عرض البيانات الإحصائية ووصفها: 

عندما ننظر في المصطلح الكامل وهو (عملية عرض البيانات الإحصائية ووصفها) نجد أنها مكونة من عمليتين وهما العرض والوصف، وللإلمام بطبيعة هذا المصطلح الكامل لابد من تجزئة هذا المصطلح والوقوف على حيثيات مكوناته، ولهذا نتعرف بداية على تعريف البيانات الإحصائية ومن ثم نتعرف على عملية العرض وبعدها عملية الوصف.

أولاً: البيانات الإحصائية: وهي عبارة عن مدخلات تتفاعل فيما بينها داخل عمليات حسابية معينة، ومن ثم تتحول هذه البيانات إلى مخرجات عبارة عن نسب رقمية، وهي بيانات قابلة للقياس وتمثل في الغالب جزأ كبير من المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة.

ثانياً: عملية عرض البيانات الإحصائية: العرض هو دلالة على الإبانة والنشر، وعرض البيانات يعني جعلها ضمن المحتوى الذي سيقدم للقارئ، ولكن هنا يأتي التركيز على طريقة العرض المثالية والتي سنستعرضها في فقرة لاحقة من هذا المقال.

ثالثاً: عملية الوصف: وصف الشيء يأتي بمعنى عرف به وشرحه. وعندما نقول وصف البيانات الإحصائية فهذا يعني شرحها وتوضيحها للقارئ.

من خلال التعريفات الثلاثة السابقة رأينا كيف أن عملية عرض البيانات الإحصائية ووصفها سهلة الفهم، وكذلك ستجد أنها سهلة التنفيذ، وقبل أن ننتقل إلى الفقرة التالية لابد من ذكر بعض المحددات في إطار هذه التعريفات:

  1. العرض والوصف صحيح أنهما عمليتان منفصلتان، ولكنهما مترابطتان بشكل كبير، فالوصف يلزمه عرض وكذلك العرض يظل ناقصاً ما لم يتم وصف البيانات.
  2. البيانات الإحصائية هي عبارة عن المدخلات والمخرجات الخاصة بالتحليل الإحصائي، وكذلك السياق الذي يتم فيه التعبير عن هذه البيانات وما يندمج تحت إطاره من معلومات مثل القواعد الحسابية أيضاً تعتبر من ضمن البيانات الإحصائية.
  3. هناك عدة طرق لعرض هذه البيانات وكذلك عدة طرق لوصفها، وفي هذا المقال سنتطرق لأكثر هذه الطرق انتشاراً واعتماداً من قبل الجامعات العالمية.

 تعرف على طرق عرض البيانات الإحصائية ووصفها: 

تحتمل عملية عرض البيانات الإحصائية ووصفها عدة طرق، حيث تعتبر كل طريقة من هذه الطرق ذات خصوصية تميزها عن الطرق الأخرى، وفي هذه الفقرة سنركز على طرق العرض أولاً ثم نتطرق لطرق الوصف، وهذه الطرق التي سنوردها تعتبر طرق أساسية معتمدة من قبل الجامعات والمراكز البحثية:

أولاً: طرق العرض:

هناك ثلاث طرق أساسية لعرض البيانات الإحصائية في محتوى الدراسات والأبحاث. وهذه الطرق يأتي تصنيفها وفقاً للقالب الذي يستخدمه الباحث في العرض، وهذه الطرق هي:

  1. عرض البيانات مقالياً: وهي الطريقة التي يقوم فيها الباحث بكتابة العرض بأسلوب السرد عن طريق الفقرات والنقاط المتسلسلة. وتعتبر هذه الطريقة من الطرق البديهية المتعارف عليها.
  2. عرض البيانات جدولياً: باستخدام الجداول يقوم الباحث بعملية عرض البيانات الإحصائية. حيث يستخدم الصفوف لكتابة نوع من أنواع المتغيرات والأعمدة لكتابة نوع آخر من المتغيرات. وبهذا يكون قالب الجدول حاصراً لكافة البيانات بشل مختصر ومنظم.
  3. أسلوب العرض البياني: باستخدام الرسوم البيانية يتم عرض البيانات الإحصائية، ولكن هنا يتطلب الأمر إلى وجود رسوم بيانية قبل النتائج ورسوم بيانية توضح النتائج، وتعتبر طريقة مميزة وخارجة عن الرتابة ولكنها صعبة بعض الشيء.

ثانياً: طرق وصف البيانات الإحصائية:

لوصف البيانات العديد من الطرق، وتعتمد كافة هذه الطرق على رؤية الباحث نفسه وقدرته على إيصال الوصف بشكل مبسط وسهل إلى جمهور القراء، وجميع هذه الطرق متشابه في الهدف ولكن التطبيق فيه بعض الاختلاف البسيط.

  1. طريقة الوصف الكلي: وتأتي هذه الطريقة بعد إتمام عرض كافة البيانات الإحصائية، فيقوم الباحث بالوصف والتعليق عليها مجتمعة ضمن فقرة ملحقة.
  2. طريقة الوصف الجزئي: وهي الطريقة الأنجح _من وجهة نظرنا_ وذلك لأنها تصف البيانات أولاً بأول. ويكون الوصف من خلال فقرة لاحقة بجزء من البيانات المتشابهة. وتعتبر هذه الطريقة هي الأكثر استخداماً مقارنة بالطريقة الأولي.

 معايير لابد منها في عملية العرض: 

كافة طرق وخطوات العرض التي أوردناها. يكون الباحث فيها مطالب بالالتزام بالعديد من المعايير والقواعد. وهذه المعايير والقواعد تكون بمثابة الحكم على الصحة والخطأ في المضمون المعروض. وفيما يلي نستعرض أهم هذه المعايير:

  • أولاً: لابد للباحث أن ينظر في كامل محتوى البحث. بمعنى آخر أن يتم عرض البيانات الإحصائية في ظل التنسيق العام لكامل مضمون البحث. فلا يجوز أن يكون كامل البحث منسق بشكل، وعرض بيانات التحليل الإحصائي منسقة بشكل آخر.
  • ثانياً: الأهم من العرض، هو التنظيم، ولهذا لابد للباحث أن ينظم البيانات تنظيماً منطقياً متسلسلاً قبل عرضها، على سبيل المثال بعض البيانات ينبني عليها بيانات مثل الوسط والوسيط والانحراف المعياري، وهنا لابد من الترتيب وفقاً للنتائج المستقلة أولاً ثم النتائج المتراكبة، فالوسط والوسيط مثلاً يدخلان في كثير من المعادلات الإحصائية الأخرى، ولهذا لابد من عرض الوسط والوسيط قبل باقي المعادلات.... وهكذا.
  • ثالثاً: يجب أن يتأكد الباحث من دقة وصحة البيانات قبل القيام بعرضها. وهذا التأكد يكون من خلال المنطق ومعايير الصدق والثبات.
  • رابعاً: يجب أن يختار الباحث الطريقة المناسبة للعرض. ويأتي هذا الاختيار بناءً على عدة محددات من أهمها طبيعة البيانات، والمساحة المتاحة داخل البحث.
  • خامساً: في العرض باستخدام الجداول لابد أن يركز الباحث على الصفوف والأعمدة. لأن كثير من الأخطاء تأتي نتيجة عدم التركيز وتداخل البيانات في هذه الجداول.

التحليل الإحصائي ومناقشة النتائج

 معايير وصف البيانات الإحصائية: 

تطرقنا في الفقرة السابقة لمعايير العرض، والآن في هذه الفقرة نأتي لمعايير الوصف، حيث أنه كما أسلفنا في المقدمة أنهما عمليتان مترابطتان، وبالنسبة لمعايير الوصف فهي معايير حاكمة لمخرجات الوصف بالدرجة الأولى، وهذه المعايير نوضحها فيما يلي:

أولاً: وصف البيانات الإحصائية لابد وأن يكون منطقياً. بمعنى أن يكون الوصف مخاطباً للعقل ويمثل إلى حد كبير براهين على صحة البيانات.

ثانياً: علامات الربط والترقيم من المعايير المهمة جداً في الوصف. وذلك لأن الوصف معانيه مرتبطة بشكل كبير بهذه العلامات. وكذلك اللغة المستخدمة في الوصف لابد وأن تكون لغة سليمة خالية من الأخطاء اللغوية وسهلة الفهم.

ثالثاً: لابد على الباحث استخدام طريقة واحدة للوصف في كامل البيانات الإحصائية، فلا يجوز على سبيل المثال أن يبدأ الباحث باستخدام الوصف الكلي ومن ثم ينتقل لطريقة الوصف الجزئي، فهذا يعتبر من نقاط الضعف والركاكة.


 فوائد عملية عرض البيانات الإحصائية ووصفها: 

تصنف عملية عرض البيانات الإحصائية ووصفها بأنها عملية رئيسية لا عملية ثانوية، حيث أنها تلعب دوراً هاماً في اكتمال محتوى الدراسة. والفوائد المتحققة من خلال هذه العملية هي فوائد كثيرة تتمحور حول عملية التحليل الإحصائي أيضاً لأن عملية التحليل الإحصائي يندرج تحت إطارها عرض البيانات الإحصائية ووصفها، بالتالي يجب أن تعرف في البداية أن العرض والوصف للبينات الإحصائية يأتي ضمن خطوات التحليل الإحصائي، وفيما يلي نضع أهم الفوائد هذه العملية:

  1. من خلال العرض والوصف، يعرف القارئ حيثيات التحليل الإحصائي وكيف خرجت نتائج التحليل الإحصائي. وكذلك بالنسبة للوصف فإنه يعمل على صقل المعلومات وزيادة الشرح المقدم للقارئ.
  2. في العرض هناك العديد من الطرق ومنها الجداول والرسوم البيانية. وهذه المحددات تخرج البحث من إطار الرتابة وتضيف عليه نوع من الحيوية والديناميكية الفكرية.
  3. المتغيرات تصبح أكثر وضوحاً وفهماً عندما يتم عرضها بشكل صحيح ضمن محددات البيانات الإحصائية. وذلك لأن هذه البيانات في الأساس تتمحور حول المتغيرات إذا لم تشمل جزأ كبير منها.
  4. عندما يقوم الباحث بعرض البيانات بشكل منظم ومنطقي فهذا يزيد من جمالية البحث أولاً ثم زيادة استيعاب المعاني والبيانات، وكذلك بالنسبة للوصف بعد العرض فهذا كفيل بأن يجعل القارئ يندمج مع المادة المعروضة ويصبح لديه تفاعل فكري كبير.
  5. لو أن البيانات الإحصائية بما تحتويه من نسب وأرقام تم وضعها بشكل عشوائي، فهل هذا الأمر يستسيغه العقل؟!، بالطبع لا، ولهذا فإن العرض والوصف للبيانات الإحصائية يأتي ملبياً للحاجة العقلية والمعرفية.
  6. تضع لجنة التحكيم العديد من الملاحظات ولربما الدرجات على طبيعة العرض والوصف للبيانات الإحصائية، وهذا يؤكد مدى أهميتها.

 كيف يتم عرض البيانات الإحصائية في فهرس المحتويات؟ 

فهرس المحتويات يعتبر من القوالب الهامة في مضمون البحث بشكل عام، والبيانات الإحصائية بحاجة لمن يدلل عليها فهي كثيرة ومترابطة، ولهذا يكون لزاماً على الباحث ذكرها في فهرس المحتويات، ولكن يحدث هنا إشكالية لدى العديد من الباحثين بكيفية عرض هذه البيانات فيفهرس المحتويات، ولهذا نضع النقاط الشارحة التالية:

  1. بداية لابد من إدراك أن البيانات الإحصائية تكون ضمن فصل من فصول الإطار النظري، وهذا هو الصحيح وخلافه منافي للدقة، فالبعض يرى أن تكون البيانات الإحصائية وعملية التحليل الإحصائي متداخلة في الفصول دون إفرادها في فصل واحد، ولكن هذا يجعلها متناثرة وغير محصورة مما يصعب فهمها.
  2. هنا يكون الأمر سهلاً طالما تمت عملية إفراد البيانات الإحصائية في فصل دراسي كامل، فيتم كتابة هذا الفصل في فهرس المحتويات، ومن ثم البدء بسرد عناوين العمليات الإحصائية وفق ترتيبها داخل هذا الفصل، وركز هنا أننا قلنا عناوين العمليات الإحصائية لا البيانات، وهذه العناوين تكون بناءً على الهدف الذي يريد الباحث الوصول إليه، على سبيل المثال كتابة عناوين فرعية ضمن هذا الفصل كالتالي: (نسبة الطلاب الذين يرغبون في تلقي دروس خصوصية، ومن ثم نسبة الطلاب الذين يرفضون تلقي دروس خصوصية..... وهكذا).
  3. بهذه البساطة يتم تضمين البيانات الإحصائية وعرضها في فهرس المحتويات. ومكانها بالتحديد يكون في داخل الإطار النظري.

الخلاصة:

بدأنا هذا المقال بالتعرف على المصطلحات المكونة لمصطلح (عرض البيانات الإحصائية ووصفها). وتوقفنا على تعريف كل من البيانات الإحصائية وعملية العرض وكذلك عملية الوصف. ثم انتقلنا لمعرفة الطرق الأكثر انتشاراً في عرض ووصف هذه البيانات. حيث لخصنا ثلاثة طرق للعرض وطريقتين للوصف. ثم بينا الضوابط والمعايير التي تحكم عمليتا العرض والوصف. والتي يتوجب على الباحث الالتزام بها. وبعد ذلك نظرنا في فوائد عملية العرض والوصف لهذه البيانات. ثم تطرقنا لأمر مهم وهو عرض البيانات الإحصائية في فهرس المحتويات. فهذه الفقرات كانت كتعريف سهل وهام حول عملية عرض البيانات الإحصائية ووصفها.


 فيديو: عرض البيانات الإحصائية 

 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة