اطلب الخدمة
ضوابط وأشكال الاقتباس في البحث العلمي
من العمليات الملازمة للأبحاث هي عملية الاقتباس في البحث العلمي، حيث يتم في هذه العملية أخذ المعلومات من مراجع ومضامين وإلحاقها بمضمون البحث الحالي، كذلك فإن الاقتباس في البحث العلمي يأتي ضمن منظومة متكاملة من الكيفية والشروط والأهمية وغيرها من المحددات الأخرى التي سنتطرق لها في سياق الفقرات القادمة….
اقتبس الشيء من مكانه تأتي في اللغة العربية بمعنى أخذ الشيء سوى بشكل كامل أو بشكل جزئي، وهذا المفهوم ينطبق على الاقتباس في البحث العلمي ولكن لا يتم أخذ المضمون بشكل كامل بل يتم أخذ جزء من المضمون.
أيضا يمكن القول بأن الاقتباس في البحث العلمي هو عملية ونقل لأفكار ومعلومات باحث آخر. وخصوصاً إن كان الباحث المراد تكرار قوله مشهور ومعروف للجميع ونسب القول لمصدره البحثي.
والاضافة الهامة التي لابد من تدوينها في هذا التعريف هو عبارة (مع التوثيق الكامل لمكان أخذ الاقتباس). حيث أن الاقتباس في البحث العلمي ملزم بتوثيق المرجع الأساسي الذي تم الأخذ منه. وذلك بكتابة معلومات التوثيق كاملة من اسم المؤلف وعنوان المرجع ودار النشر وسنة ومكان الصدور.
قطعاً، ليس هناك بحث لا يوجد فيه اقتباسات، بل إن لجنة التحكيم تقوم بتحكيم الاقتباسات. من حيث ورودها ودورها في الدراسة كماً ونوعاً. حيث أن البحث يستقي المعلومات من عدة موارد من أهمها الاقتباس من الدراسات السابقة والمراجع والمعلومات التي يتم جمعها من العينة. ولهذا يكون منطقياً أن يوجد أهمية لهذه العملية، ومن أبرز وجوه هذه الأهمية ما يلي:
أولاً: إن الاقتباس أحد الإجراءات البحثية التي تساعد الباحث في إعداد الدراسة البحثية الخاصة به بشكل احترافي لما له من فوائد عظيمة ومتعددة.
ثانياً: إن الاقتباس السليم والصحيح يساعد الباحث على توطيد أفكار البحث العلمي وتأصيلها، والإلمام بها بشكل جيد كما أن يتم نقدها بشكل موضوعي.
ثالثاً: إن الاقتباس الجيد يساعد الباحث على التعرف على الآراء المعارضة والموالية لموضوع البحث الخاص بالباحث لكي يستفيد منها بأقصى شكل ممكن.
رابعاً: إن الاقتباس الجيد يساعد الباحث على توضيح وبيان وجهة نظره بشكل صحيح وواضح. كذلك إن الاقتباس الجيد يساعد الباحث على استكمال كافة متطلبات وشروط الدراسة البحثية.
يوجد العديد من الأشكال التي تتخذها عملية الاقتباس، وكل شكل منها له محدداته وكيفيته الخاصة. ويتعلق أيضا بطبيعة الأخذ للمعلومات وكيفيتها، وفيما يلي توضيح لهذا المقصد:
أولاً: الاقتباس غير المباشر: وهذا الشكل من أشكال الاقتباس يعتمد على كون الباحث يستخدم عبارات العزو ليدل على الاقتباس من مؤلفات. ونصوص الباحثين الآخرين، ولهذا النوع من الاقتباس مزايا وفوائد متعددة منها: أن يشعر القارئ للنص. بأن العبارات مكتملة لا تفصل بينها علامات ترقيم وعلامات تنصيص التي تعيق التكامل الفكري للقارئ.
ثانياً: الاقتباس المباشر: ويتضمن هذا الشكل من الاقتباس النقل بشكل حرفي من محتوى المصدر، وتكون الآلية التي يتبعها الباحث في الاقتباس المباشر هي أن يقوم بنقل النص ومحتواه كما هو دون أي تعديل بالإضافة أو النقصان أو الإبدال، كما يتوجب على الباحث أن يقوم بذكر الاقتباس المباشر من خلال وضعه بين علامتي تنصيص وإسناده إلى مرجعه الأصلي، وكما يجب بيان المصدر والمرجع الأصلي في هامش الصفحة السفلي أو في قائمة المراجع مباشرة تبعاً لأسلوب التوثيق المستخدم في الدراسة البحثية، ويتميز الاقتباس المباشر بخصائص فيجب ألا يتجاوز حجم الاقتباس المباشر ستة أسطر في الدراسة البحثية، أو أن يقوم الباحث بالفصل بين النص المقتبس وبين المتن بالمسافات.
ثالثاً: الاقتباس الجزئي: وهو أحد أشكال الاقتباس الذي يتعامل مع جزء من النص يكون للقارئ غاية منه.
رابعاً: الاقتباس بهيئة إعادة الصياغة: وهو أحد أشكال الاقتباس الذي يتعامل مع كون الفقرة تحتاج إلى اختصار وإيجاز وإعادة ترتيب وتكوين.
خامساً: الاقتباس بالإدلال بأفكار المؤلف: وهذا أحد أشكال الاقتباس الذي يتم من خلال الحفاظ على المعنى ضمنياً في النص المنقول بأسلوب غير مباشر، وذلك للتأكيد على حقيقة أو فكرة معينة يريد الباحث إبرازها بشكل أكبر.
الاقتباس بواسطة المقابلة الشخصية: وهذا الشكل من أشكال الاقتباس يعتمد على ما يقوم الباحث بإدراجه من نصوص وكتابات كانت نتيجة إجراء مقابلة شخصية مع أحد الباحثين أو المختصين في ذات المجال، أو يكون صورة هذا الاقتباس من خلال نقل الباحث لكلام مصدره شخص من خلال إجراء مقابلة شخصية معه.
والاقتباس ببيان الاتفاق أو المخالفة للرأي: ويتم هذا الشكل من أشكال الاقتباس من خلال بيان مدى موافقة أو اعتراض ومخالفة الباحث لرأي أحد الباحثين السابقين ويتم بيان هذا الأمر بكل شفافية ونزاهة.
الاقتباس باستيفاء وصحة نقل البيانات: وذلك بأن يقوم الباحث بالاقتباس لجمل من أقوال باحثين آخرين وتصحيح ما يذكر بشكل خاطئ فيها، وبيان الصحيح منها بعد ذكر الذي قاله الباحثون الآخرون.
تعددت الضوابط التي نظمها المختصون في كتابة الأبحاث والدراسات الأكاديمية للتعامل في مفهوم الاقتباس وضوابطه. ومن هذه الشروط والضوابط ما يأتي:
يجب أن تفي الاقتباسات التي يذكرها الباحث بالمعنى الأصلي لها ولا تحيد عنه سواء أكانت اقتباسات مباشرة أم اقتباسات غير مباشرة، كما يجدر التنبيه إلى المؤلف أو الكاتب للمصدر.
ويجب أن يهتم الباحث بالاقتباس فيراعي أن يكون مختصراً بما يكفي وبما يستوفي المعنى للنص، كما يجب ألا يطيل في الاقتباس لأن الإطالة فيه توقع الباحث في الخطأ وتسبب للقارئ تشتت في الأفكار.
يجب أن يعتمد الباحث عند قيامه بالاقتباس على اقتباس الأمور الضرورية من أعمال السابقين والتركيز عليها بشكل أكبر من الأمور الأخرى التي لا قيمة لها.
ضرورة اهتمام الباحث بجزئية التعقيب التي تبرز أسباب قيام الباحث بالاقتباس من النصوص الأخرى والتي يبين فيها أسباب قيامه بنقل آراء وأفكار الآخرين، هذا الأمر الذي يبرز أهمية الدراسة البحثية التي يقوم الباحث بإعدادها، كما يتوجب على الباحث الدفاع عن الأفكار التي يقوم الباحث بنقلها وتعقيبه عليها بالإيجاب ليبين مدى تمكنه من المعلومات التي يقوم بنقلها وإدراجها بالاقتباس إلى بحثه.
ويمكن القول بأن الاقتباس من الأمور المشروعة في البحث العلمي إن تمت بالطريقة المشروعة له، وذلك لأنها تعمل على تضمين النصوص الخاصة بمؤلفين وباحثين آخرين في داخل النصوص التي يقوم الباحث بإعدادها في الكتابة الأكاديمية وذلك بالحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للباحثين والمؤلفين الآخرين، وقد أوضحنا أن الاقتباس يأتي على مجموعة متنوعة من الصور والأشكال المختلفة تبعاً للغرض الذي يأتي من أجله، كما أنه يحتاج لمجموعة من الضوابط التي يتوجب على الباحث الالتزام بها لكي لا يفرط بحقوق الآخرين.
وكما أن طريقة وشكل الاقتباس وما مدى التزام الباحث بالضوابط التي تنظم هذه العلمية تعكس صورة متميزة عن الباحث في وسط العالم البحثي وتصنع له سيطاً واسماً احترافياً في التعامل مع أعمال الآخرين بالمحافظة على حقوقهم دون الاضطرار لسلبها بشكل أو بآخر.
هذا العنوان يذهب بنا للحديث عن طرق كتابة العنوان، حيث أنه من المتعارف عليه أن المعلومات المقتبسة يتم كتابتها كما هي في نصها الأصلي، فتؤخذ كما هي وتوضع، ولكن ما هي الحيثية التي توضع بها، وهل هناك طرق أخرى لكتابة هذه المعلومات المقتبسة؟، هذا ما سنجده في النقاط التالية:
- الطريقة الأولى وهي أن تؤخذ المعلومات كما هي من الدراسات السابقة والمراجع. ومن ثم توضع بين قوسين دون أي تغيير أو حذف أو اضافة على محتواها.
- أما الطريقة الثانية فهي أن يشير الباحث إلى أن المعلومات القادمة هي معلومات مقتبسة. قبل أن يكتب تلك المعلومات، على سبيل المثال كتابته (وقد جاء في كتاب كذا للمؤلف كذا أن ………).
- الطريقة الثالثة هي اقتباس المعنى مع ضرورة التوثيق لهذا المعنى أيضا في التوثيق الداخلي التوثيق في القائمة.
من الأمور الدقيقة التي لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار في الأبحاث، هي نسبة الاقتباسات. إذ لابد أن تكون هذه النسبة ضمن حدود الحد الأدنى والحد الأعلى المسموح به. حيث تقر الجامعات والمراكز البحثية نسبة الحد الأدنى الذي يجب ألا تنزل نسبة الاقتباسات عنها. كذلك تحدد نسبة الحد الأعلى التي يجب ألا ترتفع عنها. والثابت لدى المختصين أنه ليس هناك نسبة متفق عليها في كافة الجامعات والمراكز. حيث يأتي هذا وفقاً لسياسة كل جامعة ومركز، ولكن النسبة التي وضعها المختصون هي من 20 إلى 30% من مجموعة كامل كلمات الدراسة. التي يحتويها الإطار النظري والملخص وقائمة النتائج. بمعنى أن هذه النسبة يخرج من حسابها الكلمات التي تكون في خطة الدراسة وفي قائمة المراجع والفهارس.
ويتم حساب هذه النسب بالنظر في عدد كلمات الإطار النظري للبحث وقائمة النتائج والملخص. وجمع عدد الكلمات الخاصة بالاقتباسات كاملة ومن ثم تقسيم عدد كلمات الاقتباس على عدد كلمات البحث وضربها ب 100%.
القوالب العلمية متعددة وكثيرة، ويمكن القيام بالاقتباس من أي قالب علمي بغض النظر عن كيفيته وخصائصه. ولكن أشهر القوالب العلمية التي يتم الأخذ منها هي:
- الكتب: حيث تعتبر الكتب مضامين كاملة المضمون ولها كيانها الذي يجعلها العنصر الأساسي في المكتبات.
- الرسائل الجامعية والأبحاث العامة: رسائل الماجستير ورسائل الدكتوراه وأبحاث التخرج. كذلك الأبحاث الغير أكاديمية تعتبر من الركائز التي يتم الأخذ منها.
- المجلات العلمية المحكمة: وهي عبارة عن مجلات ورقية أو إلكترونية تقوم بنشر الأبحاث والمقالات. والتقارير العلمية بشكل دوري، وتعتبر من الوسائل المميزة في تقديم المعلومات.
- المواقع الالكترونية: وتشمل مواقع الويب العادية والمدونات العلمية. وتحتوي على مضامين متنوعة أغلبها يكون عبارة عن مقالات أو تقارير علمية.
- المؤتمرات العلمية: من الوسائل التي تقدم معلومات فريدة هي المؤتمرات العلمية. حيث تجمع آراء العديد من الباحثين في لقاء واحد، وغالباً ما يتم الاستشهاد بهذه المؤتمرات في الدراسات الطبية.
يقع العديد من الباحثين في مجموعة من الأخطاء الشائعة أثناء تنفيذ هذه العملية. وهذه الأخطاء ترتبط بشكل وثيق بطريقة أخذ المعلومات وتدوينها في الدراسة الحالية. ومن أكثر الأخطاء انتشاراً هي عدم توثيق الاقتباسات المأخوذة وبالتالي التعرض لتهمة الانتحال. كذلك من الأخطاء أن يتم دمج أكثر من اقتباس كلها في فقرة واحدة. فيأخذ الباحث من الدراسة الفلانية معلومة ووراءها مباشرة يأخذ من دراسة أخرى معلومة أخرى…وهكذا. وهذا يعمل على تشتت الفكر، ومن الأخطاء أيضا أن يقوم الباحث بالأخذ من المضامين الأجنبية المترجمة. دون التنبيه سواء في التوثيق أو في سياق الكلام بأن هذه المعلومة من مصدر مترجم.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي