انواع الانتحال العلمي - أشكال وأسباب الانتحال العلمي - المنارة للاستشارات

أشكال وأسباب الانتحال العلمي

أشكال وأسباب الانتحال العلمي
اطلب الخدمة

انواع الانتحال العلمي - أشكال وأسباب الانتحال العلمي

 مفهوم انواع الانتحال العلمي 

قبل التعرف على انواع الانتحال العلمي لابد من معرفة تعريفه فهو عملية نقل لممتلكات بحثية علمية من نسبها إلى أصحابها الأصليين ومؤلفيها إلى أشخاص آخرين لم يبذلوا فيها أي جهود تذكر لأغراض وأهداف وأسباب متعددة مما توقعهم تحت العقوبات الأكاديمية بسبب ارتكابهم مثل هذه الجرائم.

وفي تعريف آخر يمكن القول بأنه عملية اقتباس جزئية أو كلية للمضامين الفكرية دون التوثيق الصحيح لأصحابها، وهنا نركز على كلمة (التوثيق الصحيح)، فبدون التوثيق يعتبر الباحث قد وقع في الانتحال، وأيضاً بدون التوثيق الصحيح يكون عرضة لنفس التهمة.

ويندرج تحت مفهوم الانتحال العديد من المحددات التي لا توثيق فيها سواء كانت كتابات من نفس اللغة أو كتابات مترجمة أو حتى أخذ الكلمات نفسها أو الأسلوب والمعاني بنفس النمط والتركيب.


 تصنيفات وأشكال الانتحال العلمي 

  • الانتحال العلمي بالاستنساخ: ويقوم فيه الباحث بنسب عمل باحث آخر بالكامل إلى نفسه.
  • الانتحال العلمي بالنسخ: ويقوم فيه الباحث بنقل أجزاء كبيرة من عمل باحث آخر دون اسنادها لصاحبها.
  • والانتحال العلمي بالاستبدال: وهو أن يقوم الباحث بنقل جزء من نص باحث آخر مع تغيير واستبدال لبعض المفردات مع الحفاظ على المعنى الأصلي للنص ودون ذكر أو اسناد النص لصاحبه.
  • الانتحال العلمي بالمزج: ويقوم فيه الباحث بدمج مجموعة من الأجزاء مختلفة و كذلك متعددة المصدر دون اسناد لأصحابها.
  • والانتحال العلمي بالتكرار: ويقوم فيه الباحث بنقل نصوص سابقة لباحث آخر دون اسناد أو ذكر للباحث.
  • الانتحال العلمي بالمزيج: ويقوم فيه الباحث بمزج مجموعة من المقاطع. منها ما يذكر مصدره مع مقاطع أخرى غير معرفة المصدر.

 انواع الانتحال العلمي من طبيعة الأخذ:

المقصود بطبيعة الأخذ هو ما أخذه كاتب عن كاتب آخر، وما يأخذه هذا الكاتب يتمحور حول محورين هما النص والمعنى، وتأتي انواع الانتحال العلمي مندرجة تحت هذين المحورين كما يلي:

  • أولاً: انتحال النصوص فقط: وهو أن يقوم كاتب بأخذ نفس النص بكلماته من كاتب آخر دون نسبته إلى الكاتب الأصلي. ولكنه يوظفه لآداء معنى آخر.
  • ثانياً: انتحال المعنى فقط: بحيث يقلد الكاتب نفس النمط الفكري الذي يؤدي نفس المعنى لكاتب آخر مع استخدام كلمات مغايرة، وهذا النوع يظهر كثيراً في الكتابات الأدبية لاسيما الشعر.
  • ثالثاً: انتحال النصوص والمعنى معاً: وهو أخطر نوع من انواع الانتحال حيث يؤدي إلى ضياع جهد الكاتب الحقيقي كاملاً، وفيه يقوم المنتحل بأخذ المضمون كما هو نصاً ومعنى ونسبته إلى نسبته، وهذا النوع من أكثر الأنواع انتشاراً.

وأي نوع من الأنواع الثلاثة السابقة يعتبر انتحالاً كاملاً، ولكن يمكن تقسيمها من حيث الخطورة من حيث أن أخذ النص والمعنى معاً هو الأخطر ومن ثم أخذ المعنى ومن ثم أخذ النص.


 أساليب ووسائل مكافحة الانتحال العلمي 

تتعدد الأساليب والوسائل التي تستخدم في مكافحة وإبادة الانتحال العلمي. و كذلك لكل وسيلة هدف ومغزى لاستخدامها، ومن هذه الوسائل وأهمها ما يأتي:

التحضير المتزن للبحث: يجب أن يبدأ الباحث بالخطوة الأولى لمنع الانتحال وهي عملية التحضير والتخطيط للبحث، وذلك لأن منع الانتحال العلمي يتم من خلال سرد المعلومات التي تتبع الخطة التي يقوم بتحضريها بصورة جيدة.

جودة وحسن التلخيص: إن من الوسائل المميزة في منع الانتحال العلمي هي تحضير تلخيص شامل لجميع الأفكار التي تخطر بفكر الباحث، فهذه الأفكار تساعد الباحث على التقليل من عمليات الاستشهاد غير الجيد، كما أن هذه الخطوة والوسيلة تساعد الباحث في التميز والإبداع في مستوى أفكاره وطرحها بأسلوب متميز وغير تقليدي.

الاعتناء بذكر مصدر المعلومات: وتعد هذه وسيلة مميزة لمنع الانتحال العلمي من خلال ذكر الباحث للمصدر الأصلي للمعلومات. وبيان آرائه بوضوح دون خلطها في أفكار وآراء الباحثين الآخرين.

إعادة أسلوب الصياغة لمنع الانتحال العلمي: وذلك بأن يقوم الباحث بإعادة تركيب وصياغة الفقرة وتغيير كافة الكلمات فيها دون الحيود عن المعنى الأصلي للفقرة وبهذا الشكل لا يكون تحقق للانتحال العلمي، بخلاف ما إذا قام الباحث بتغيير القليل من الكلمات المكونة للفقرة والانحياز عن المعنى الحقيقي للكلام، وذلك يعني تحقق الانتحال العلمي.

أشكال وأسباب الانتحال العلمي

 أسباب اللجوء إلى الانتحال العلمي 

يلجأ بعض الباحثين الذين يحيدون عن أخلاقيات البحث العلمي. إلى وسائل سرقة فكرية لأعمال ومجهودات الآخرين ونسبها إلى أنفسهم. وذلك لأسباب مختلفة، ومن الأسباب التي تدفع بعض الباحثين إلى الانتحال العلمي ما يأتي:

  1. نجاح المحتوى العلمي الذي قام الباحث بجريمة الانتحال العلمي له وذلك للوصول إلى النجاح الذي حققه الباحث الأصلي منه.
  2. ضعف المستوى التحصيلي للباحث فيلجأ للانتحال العلمي. لإثبات قدرته و كذلك اجتهاده لمشرفه لتعديل المستوى التحصيلي والأكاديمي الخاص به.
  3. الكسل والتهاون فيبذل أي مجهود لذلك يقوم الباحث بعملية الانتحال العلمي وذلك لكي لا يبذل مجهوداً يستحق الشكر عليه.
  4. حفاظ المصطلحات العلمية على نفس الطريقة في التعبير. مما توحي لبعض الباحثين أن الانتحال العلمي لبعض المحتويات أمر طبيعي لا يستحق العقاب والإيقاف بسببه عن المسيرة التعليمية.
  5. ضعف الجهات الرقابية على المحتويات العلمية، الأمر الذي سهل على الباحثين المتهاونين القيام بالانتحال العلمي لتلك المحتويات.
  6. وجود بعض المداخل والأبواب التي يسهل التعامل معها بأسلوب الانتحال العلمي. دون وضوح وبيان هذا الأمر لغير ذوي الخبرة فيه.
  7. امتلاك بعض الباحثين مستوى عالٍ وحصيلة وفيرة من الألفاظ اللغوية. التي يستطيع من خلالها الباحث التعامل مع المحتويات العلمية بطريقة الانتحال العلمي ليصعب على الباحثين الآخرين اكتشافه.
  8. تطرق الباحثين لمهارات الترجمة فيلجأ من خلال الترجمة للانتحال العلمي للنصوص. التي يتم ترجمتها ومن ثم يقوم بتحويرها بالشكل والطريقة التي لا تبين للآخرين أنه اتبع فيها الغش والمخادعة والانتحال العلمي.

 الجهات المستفيدة من عمليات الكشف عن الانتحال العلمي

إن الانتحال العلمي من الجرائم البشعة التي يرتكبها الباحثون في حق الباحثين الآخرين ومؤلفاتهم فيسرقونها وينسبوها إلى أنفسهم على أنها ملكهم ومن مجهودهم الخاص ولا علاقة لغيرهم بها، ولذلك يسعى المختصون دوماً للكشف عن أماكن ومواضع وأشكال الانتحال العلمي للقضاء عليه ومكافحته والتخلص منه، وتعنى الكثير من المؤسسات باتباع سياسة الكشف عن الانتحال العلمي وذلك لما له من قيمة في عمل المؤسسة أو الجهة، ومن هذه الجهات التي تسعى للاستفادة من الكشف عن الانتحال العلمي ما يأتي:

  1. تعتبر الجامعات والمؤسسات الخاصة بالبحث العلمي من الجهات. التي تسعى للاستفادة من الكشف عن الانتحال العلمي ومعرفة مواطن وأساليب ومداخل الانتحال العلمي التي لجأ لها أولئك الباحثين.
  2. تعتبر المجلات العلمية وعدد من الجهات التي تقوم مهمتها ووظيفتها على نشر الأبحاث العلمية. للاستفادة من الكشف عن الانتحال العلمي ومعرفة مواطن وأساليب ومداخل الانتحال العلمي التي لجأ لها أولئك الباحثين.
  3. تسعى الجهات الداعمة والمدافعة عن الحقوق الملكية الفكرية. للاستفادة من الكشف عن الانتحال العلمي ومعرفة مواطن. وأساليب ومداخل الانتحال العلمي التي لجأ لها أولئك الباحثين.
  4. يسعى الأستاذ الجامعي والطلبة الجامعيين للاستفادة من الكشف عن الانتحال العلمي. ومعرفة مواطن وأساليب ومداخل الانتحال العلمي التي لجأ لها أولئك الباحثين.

ما علاقة الاقتباس بالانتحال ؟

من الأمور التي لابد أن نربطها ببعضها البعض هي الاقتباس والانتحال. حيث أن الاقتباس هو الوسيلة الأكثر تسبباً في حدوث الانتحال. وباختصار أي اقتباس لا يتم توثيق بشكل صحيح يعتبر انتحالاً.

وهنا نؤكد على أنه لابد أن يتم توثيق كل اقتباس سواء كان اقتباس بالنص والمعنى أو بإحداهما، ولابد من توثيقه بشكل صحيح بحيث يشمل التوثيق على ذكر كافة المعلومات الأساسية وهي ( اسم المؤلف الحقيقي، اسم المادة المقتبس منها، دار النشر، سنة الصدور)، كما لابد من تحقيق التوثيق في الصفحات الداخلية وهو ما يسمى التوثيق الداخلي و كذلك التوثيق في قائمة المراجع.


طرق الكشف عن الانتحال:

يتبع المختصون وسيلتين معتمدتين للكشف عن السرقة الفكرية في المضامين. وهاتين الوسيلتين تتفاوتان من حيث الدقة والكفاءة والسرعة وفي الطرح التالي نوضح ذلك:

أولاً: الطريقة اليدوية: وهي أن يتم فحص المضامين والتأكد من خلوها من السرقة الفكرية من خلال مختصون ذوي اطلاع واسع على المضامين في مجالات متخصصة، ويقومون وفقاً لما يحفظونه من مؤلفات أو يعرفونه من أساليب كتاب بمقارنة المضامين وتأكيد خلوها من السرقة الفكرية، وهذه الطريقة تعتبر الأكثر دقة وجودة ولكنها صعبة للغاية وليس باستطاعة أي أحد تنفيذها سوى ذوي الخبرة العالية، وتستخدم بكثرة في المجال الأدبي، على سبيل المثال يقوم المختص بمراجعة القصيدة ومقارنتها بما يحفظه من أساليب الشعراء وكلماتهم.

ثانياً: الطريقة الإلكترونية: حيث أدت التكنولوجيا الحديثة إلى اختراع برامج ومواقع انترنت متخصصة تقوم بفحص النصوص والتأكد من خلوها من السرقة الفكرية، ولكنها للأسف تفتقر للدقة والجودة ففكرتها قائمة على مقارنة النص مع ملايين المضامين المنشورة على الانترنت ومن ثم اظهار نسبة التشابه والاقتباس، وهنا يقع الكتاب في مشكلة وجود تهمة الانتحال رغم أنهم لم يقوموا به، فهذه البرامج تطابق الكلمات فقط، وعدم مطابقة الكلمات لبعضها أمر مستحيل في ظل انتشار المعرفة وتشابه المصطلحات، ولكن هذه الطريقة توفر الوقت والجهد.


 مخاطر السرقة الفكرية:

 إن كانت السرقة المادية تؤذي الناس في أموالهم فإن السرقة الفكرية تؤذي الأفهام والأفكار والمعرفة. فتخيل أن كاتباً استنزف فكره وسهر من الليالي ما سهر ليكتب مادة معرفية يفيد بها مجتمعه ويرفع بها اسمه، ثم ببساطة يتعرض للسرقة الفكرية!!!، مجرد التخيل فقط يعطينا احساس بمدى فظاعة هذا الفعل، فالسرقة الفكرية تضيع المجهودات الفكرية للأشخاص، وتورث الاحباط وعدم القدرة على اعطاء المزيد من المعرفة، كما أنها تعتبر من أبشع صور الغش والخداع، ولا نظن أن من قام بالسرقة الفكرية قادر لشرح المشكلة المعرفية التي يتناولها أو التأثير في الناس، فكل هذا يسبب ضياع المعرفة.

هذا ناهيك عن فقدان الثقة بين الأشخاص والمشكلات القانونية وغيرها من المشاكل الاجتماعية، كما أن السرقة الفكرية تقصر من الابداع وتفقد القائم بالسرقة الفكرية الفرصة في التفكير والبحث والعصف الذهني، كما أن الثقة التي يعطيها القارئ للكاتب لابد وأن تكون على أوسعها.


 الخاتمة:

وأخيراً يمكن القول بأن الانتحال العلمي من الثغرات التي تصيب وتمس بالملكية الفكرية والتي تضر بها وتسرق الحقوق الخاصة بالآخرين، لذلك يتوجب على المختصين في المجال البحثي الأكاديمي السعي للتخلص منه ومكافحته بأقوى الوسائل.

وللخروج من الانتحال لابد من معرفة معناه أولاً ومن ثم طرقه وأساليبه لكي لا يقع فيه الكاتب بغير قصد، ومن ثم لابد من الالتزام الكامل بعملية التوثيق الصحيحة، بحيث يقوم الكاتب بتوثيق أي اقتباس يقوم بتنفيذه بشكل كامل، كما أن وسائل الكشف عن الانتحال تساعد كثيراً في الحصول على مضامين أصلية، حيث تظهر مشكلات الانتحال أيضاً في الاقتباس من المضامين التي تكون في الأساس منتحلة.


لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه  يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة