التدقيق اللغوي Proofreading - المنارة للاستشارات

التدقيق اللغوي Proofreading

التدقيق اللغوي Proofreading
اطلب الخدمة

مفهوم التدقيق اللغوي proofreading 

الناظر إلى كافة المواد العلمية من رسائل وأبحاث وغيره يجد أن التدقيق اللغوي يعتبر حاجة ملازمة لكل هذه المواد، وكم من تعليق على رسائل الماجستير والدكتوراه جاء على إثر وجود أخطاء لغوية في الرسالة، ولهذا فقد عمد المختصون إلى التأليف والتخصص في التدقيق اللغوي، وأصبحت هناك مهنة كاملة تحت هذه العملية، تماماً كما أن هناك مهنة الترجمة والتحليل الإحصائي فإن هناك مهنة التدقيق اللغوي، وله تعريفه الخاص وأنواعه وأسسه وأمور أخرى عديدة نتطرق لها في هذا المقال… .


مفهوم التدقيق اللغوي proofreading:

إذا قلنا تدقيق فهذا يذهب بأذهاننا مباشرة إلى التمعن والفحص وإصلاح الأخطاء، وكذلك إذا قلنا لغوي فهذا يعني اللغة بما تحتويه من لفظ وكتابة، ومن هذا المنطلق يمكن استخلاص التعريف الاصطلاحي التالي:

هي عملية يقوم فيها المدققين اللغويين بمراجعة النصوص بجميع أنواعها ولغتها والتأكد من خلو النص من الأخطاء اللغوية. الإملائية، النحوية، وتصحيحها وفق القواعد اللغوية السليمة، فالأخطاء اللغوي تقلل من قيمة النص.

ومن خلال هذا التعريف وجدنا أن هذه العملية مرتبطة بالعديد من المحددات، فهي مرتبطة بالأخطاء من حيث اصلاحها، وباللغة من حيث قواعدها وطريقة لفظها وكتابتها بشكل صحيح، وكذلك مرتبط بمجموعة من المحددات التي تمثل أنواعها وهي الإملاء والنحو والصرف.


أنواع التدقيق اللغوي:

صحيح أن المدقق عندما يقوم بإخراج المادة وهي مدققة بشكل كامل يكون مخرجته وكأنه مادة متكاملة لذات المحددات، ولكن الذي يكون على علم بطبيعة هذه العملية يعرف أن المدقق خاض عدة جولات لإخراج المادة المدققة، حيث يحتوي التدقيق اللغوي على مجموعة أنواع واجراءات تأتي وفقاً لطبيعة الأسس والقواعد اللغوية المختلفة، وفيما يلي يأتي عرضها مفصلة:

أولاً: التدقيق الإملائي: مراجعة كلمات تم كتابها بشكل خاطئ دون مراعات المهارات الإملائي بإضافة أو نقصان حرف (الهمزات، المدود، التاء بأنواعها، الألف اللينة والياء، التنوين)، ولعل أغلبنا يتذكر ماذا تعني حصة الإملاء في المدرسة، وكذلك فإن الإملاء يرتبط بشيئين أساسيين هما اللفظ والكتابة.

ثانياً: التدقيق النحوي: وهو تدقيق موقع الكلمة من الإعراب، ووضع الكلمة المناسبة لها (الجموع بأنواعها، أدوات النصب والجزم، الأفعال المضارع والماضي والأمر)، وغير ذلك من المحددات التي تندرج تحت إطار النحو، وكذلك فإن النحو يأتي وفقاً لقواعد عميقة لا يمكن لأي شخص تنفيذها سوى المتقن لها.

ثالثاً: التدقيق الصرفي: وضع كل أداة من أدوات الترقيم في مكانها المناسب: مثل (الفاصلة توضع بعد جمل قصير غير منتهية، النقطة بعد الجملة الكاملة، أداة التعجب عند الاندهاش من شيء، أداة الاستفهام، التنصيص)، وكذلك يأتي الصرف متخصصاً بجانب اللغة من حيث اللفظ والتناسق في القراءة.


أهمية عملية التدقيق اللغوي:

ليس عبثاً أن أصبحت هذه العملية تدرس ضمن مساقات متخصصة في الجامعات، وكذلك أصبحت مهنة عليها طلب كبير، إنما جاء هذا كله من الأهمية التي تعكسها هذه العملية، وكذلك فإن وجوه الأهمية لهذه العملية ترتبط بالعديد من المحاور منها المواد العلمية والباحثين وغير ذلك، وفيما يلي تفصيل هذه الأهمية:

  1. تقديم نص خالي وسليم من الأخطاء مما يعطيه القوة والدقة في المعنى. وبالتالي ضمان وصول المعنى بالشكل الصحيح للقارئ بنسبة عالية، ففي اللغة قد تكون الحركة أو الحرف سبب في تغيير كامل المعنى.
  2. عندما تستلك لجنة التحكيم بحثاً مدققاً بشكل عام، فإن ذلك يعطي انطباع على أن الباحث قد قام بمراجعة بحثه حتى أصبح قوياً في مضمونه. بالتالي يخرج الباحث من حرج وتعليقات لجنة التحكيم.
  3. يساهم التدقيق في تقديم مواد علمية عالية الكفاءة ومكتوبة بلغة سليمة. مما يجعل هناك أرشيف علمي مميز يضمن معرفة المصطلحات الأساسية بأشكالها وألفاظها الصحيحة.
  4. علامات الترقيم والجانب الصرفي بشكل عام، يعطي القارئ أريحية في القراءة وفهم المضمون.
  5. وضوح النص للقارئ مما يجعل القراءة سلسلة بالنسبة للقارئ ولا يعاني من التباس في قراءة وفهم الكلمات. وكذلك يضيف للنص رونق وجماليات.
  6. ومن وجوه الفائدة أيضاً أن التدقيق يوفر الكثير من فرص العمل للمدققين وخريجي اللغات المختلفة. وليس ما نراه اليوم عبر منصات العمل الحر عنا ببعيد حيث يعتبر هذا المجال من أكثر المجالات في الطلب.

قواعد ومبادئ هذه العملية:

ليس كل من أراد أن يقوم بعملية التدقيق اللغوي يمكنه القيام بذلك، فهذه العملية لها أسسها وقواعدها الخاصة، وكذلك يستلزم القيام بهذه العملية الانتباه إلى مجموعة من الخبايا التي قد تحول دون تصحيح الأخطاء بالشكل الصحيح، ومن أهم هذه القواعد والمبادئ ما يلي:

أولاً: المعرفة الجيدة باللغة من حيث الإلمام بقواعد اللغة سواء كان ذلك على الصعيد الخاص بالإملاء، أو حتى النحو، وكذلك الصرف، بل قد يتجاوز الأمر كل هذا ويصل إلى الذوق، على سبيل المثال تدقيق المضامين الأدبية يتطلب أن يكون لدى الكاتب الذوق في تحديد التشبيهات والاستعارات وغيره.

ثانياً: لابد من التحلي بدقة الملاحظة فالنصوص تكون كبيرة ومتداخلة. بل الأدق من ذلك هو الملاحظة المباشرة البصرية إلى الأخطاء. حيث يوجد أشخاص من أول نظرة إلى النص دون قرأته ينتبه إلى الأخطاء، وهذا يأتي مع الخبرة في هذا المجال.

ثالثاً: لابد أن يتم التدقيق لكامل المضمون من البداية إلى النهاية شاملاً على كل العناصر، على سبيل المثال البعض يدقق الأبحاث ويغفل عن تدقيق العناوين، وهذا من الخطأ.

رابعاً: أخذ الوقت الكافي لتدقيق النص فلا يجب التسرع في التدقيق، للتأكد من سلامة النص من الأخطاء.

خامساً: لابد من الانتباه إلى المعنى إلى جانب النص، فالكثير من النصوص المكتوبة لا تدرك من الناحية اللغوية إلا بفهم المعنى، على سبيل المثال تحديد الفاعل والمفعول به وغيرها من محددات النحو.

سادساً: قراءة النص أكثر من مرة قد يسهو المدقق عن خطأ مر عليه، لذا يفضل إعادة قراءة النص أكثر من مرة. للتـأكد من خلو النص من الأخطاء بشكل كامل.


عمليات خاصة تتم في التدقيق اللغوي:

 اتفقنا على أن محددات هذه العمليات تشمل الإملاء والنحو والصرف، وهناك أيضاً عمليات خاصة يتم تنفيذها خلال هذه العملية. بحيث تكون مخرجات التدقيق شاملة عليها، وهذه العمليات تكون بمثابة التعديل على النصوص المراد تدقيقها، وفيما يلي عرض لها:

أولاً: الحذف: فيكون في الخطأ المكتشف زيادة، على سبيل المثال في الأخطاء الإملائية قد توجد حروف زائدة فيتم حذف هذه الحروف. وكذلك الأمر بالنسبة للنحو الذي قد تضاف بشكل خاطئ بعض الحركات الاعرابية.

ثانياً: الإضافة: على عكس حالة الحذف، فيكون في الإضافة هناك نقص لابد من اضافته لتجاوز لخطأ، على سبيل المثال يخطئ الكثير في عدم كتابة ألف الجماعة بعد الواعد مثل (جاءوا، درسوا)، وكذلك بالنسبة للحركات الاعرابية الظاهرة في الاعراب.

ثالثاً: الاستبدال: مثل في الأخطاء النحوية استبدال حركة بحركة. وتعتبر هذه العملية من العمليات الخاصة بالنحو على وجه الخصوص، وكذلك الصرف باستبدال كلمات بكلمات أخرى.

رابعاً: التقريب: للمعنى في حالة لم يتم فهم الخطأ ولكن من خلال سياق الجملة. ويأتي هذا ضمن الفهم الكامل للمادة من بدايتها إلى نهايتها.


المجالات التي يمكن فيها استخدام هذه العملية:

قولاً واحداً…. فإن التدقيق اللغوي صالح لكل المجالات بلا استثناء أي مجال منها، وبظهر بالأخص في استخدامه في مجال الأبحاث والدراسات وكذلك خدمات الملفات تجارية وخطط الأعمال. وكذلك الاعلانات على اختلاف انواعها، وأيضاً النشرات الاخبارية والتقارير وكافة مخرجات الإعلام والصحافة، وأيضاً القوالب الكتابية من كتب ورائل وكتيبات ومطويات وغيرها، وكذلك تبرز في المجالات الأكاديمية المختلفة من تدقيق للأطروحات والرسائل والأبحاث الأكاديمية وغيرها، وأيضاً في القوالب المعرفية من مقالات ومنشورات وتحقيقات وأبحاث وتقارير وغيرها، وأيضاً تبرز من ناحية وسيلة العرض سواء كانت هذه الوسيلة ورقية أم الكترونية مثل المواقع على شبكة الانترنت. وكذلك بالنسبة للمجالات فإن من أبرز المجالات التي تستخدم فيها هذه العملية هو المجال الطبي والتربوي والاجتماعي والتعليمي.


مراحل هذه العملية:

تمر عملية التدقيق اللغوي بالعديد من المراحل التي تساهم في الوصول إلى المخرجات النهائية بكفاءة واحترافية. وهذه المراحل تعتبر في مجملها مراحل تنفيذية نعرضها في النقاط التالية:  

  1. تخصيص مكان معين للعمل فيه: حيث يحتاج هذا العمل إلى تركيز. ولابد أن يكون هذا المكان هادئاً ومريحاً.
  2. إحضار ما يلزم من أدوات للتدقيق اللغوي: النص الذي يراد تدقيقه، المعاجم للتأكد من كتابة الكلمة في الأخطاء الإملائية.
  3. النظر إلى النص بشكل سريع: حيث يتم في هذه المرحلة استكشاف أخطاء بسيطة. وأخذ فكرة عامة عن كامل المضمون المراد اجراء العملية عليه.
  4. تقسيم النص إلى أجزاء، ومن ثم قراءته كل جزء على حدة، حيث سيتم اجراء التدقيق لكل جزء ومن ثم الجمع بينها بعد اتمام كافة الأجزاء.
  5. تحديد المراجع: التي تخص موضوع النص المراد تدقيقه، فإذا كان موضوع شرعي أول مرجع يتم إحضاره هو القرآن الكريم.
  6. لابد في النهاية من تدقيق ما تم تدقيقه، وذلك بالمراجعة الدقيقة، وبعد ذلك يتم كتابة تقرير عن العملية التي تم تنفيذها تذكر فيها أهم الأخطاء المكتشفة وكيفية معالجتها.

بعض الأخطاء الشائعة الموجودة في النصوص:

أخطاء في كتابة الهمزات: قطع الوصل، همزة القطع، الهمزة على ألف، الهمزة على سطر، الهمزة على ياء. وكذلك اللخبطة بين التاء المربوطة والهاء في نهاية الكلمة. أيضاً الخلط بين الألف اللينة والياء. وكذلك كتابة التنوين حرف نون. وأيضاً استخدام الحركة الإعرابية الخاطئة: جعل الكلمة منصوبة مثلا بدل مكسورة أو مرفوعة، جزم الكلمة بدل نصبها. وكذلك وضع أدوات الترقيم في المكان الغير ملائم لها.


 مشاكل التدقيق اللغوي:

هذه العملية تتعرض للعديد من المشكلات التي توجد كصعوبة في الأداء والوصول إلى المخرجات، ومنها سهو المدقق عن بعض الأخطاء اللغوية. وكذلك عدم معرفة أصل الخطأ: يعني أن يحدد المدقق الخطأ ولكن لا يعرف ما صواب الخطأ. أيضاً اعتقاد المدقق على أن هذه الكلمة صحيحة وهي تكون خاطئة. وكذلك عدم توفر المعلومات والقواعد اللازمة بما يخص لغة النص المراد تدقيقه عند المدقق اللغوي.


برامج تدقيق لغوي هامة:

التطور التكنولوجي سهل علينا الكثير من الأمور الحياتية ومنها اجراء عملية التدقيق اللغوي. حيث توصل العلماء لإعداد برامج متخصصة لإجراء هذه العملية بشكل الكتروني، وهذه البرامج والمواقع معتمدة على أسلوبين. الأسلوب الأول استقبال النص ومن ثم توريده لمدققين لغويين ليقوموا بتنفيذ العملية. وهذا الأسلوب نشجع على استخدامه. ولكن الأسلوب الآخر الذي يكون عبارة عن خوارزمية برمجية تقارن النصوص بما هو موجود عليها فهي سريعة. ولكن لا يمكن الاعتماد عليها بنسبة 100%، ومن أبرزها (برنامج Ginger). حيث يقوم هذا البرنامج على فكرة مقارنة سريعة للنص مع ما هو موجود عليه من بيانات. وكذلك برنامج الوورد والذي يحتوي على خاصية (مراجعة) في شريط الأدوات العلوي. وهي تساعد كثيراً في التخلص من الأخطاء اللغوية وننصح بالاعتماد عليها أيضاً، ومن البرامج أيضاً برنامج Grammarly for .windows desktop


فيديو: فنيات التدقيق اللغوي

 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة