مفهوم التصور المقترح - المنارة للاستشارات

مفهوم التصور المقترح

مفهوم التصور المقترح
اطلب الخدمة

مفهوم التصور المقترح 

يعتبر التصور مرحلة سابقة لبدء العمل في مشروع معين وهذا ما ينطبق على التصور المقترح للبحث، حيث يكوِن الباحث صورة متكاملة عن ماهية البحث بمخرجاته النهائية، فالتصور المقترح للبحث هو بمثابة رسم صورة استباقية لما سيحدث في البحث، ولعل المصطلح نفسه يعدّ غير مألوف لدى كثير من الباحثين وذلك نتيجة اعتباره (مادة فرعية وليست أساسية)، فالحقيقة أن التصور المقترح لا يدخل في مضمون البحث النهائي، ولكن هذا لا يعني أنه ليس ضروري، بل لهذا التصور العديد من الفوائد التي تجعل اعداده مسألة متعلقة بجودة البحث، فنبدأ في هذا المقال بالتعرف على مفهوم التصور المقترح  وبعدها نرى كيفية إعداده بعناصره الكاملة ونتطرق لشروط كتابته وأهميته.


 ماذا يعني مفهوم التصور المقترح؟ 

(تصور لو أن هذا الأرض بني عليها مبنى من عشرة طوابق)، لو أن هذه العبارة قيلت لك فستبدأ بعملية التخيل لما سيكون في المستقبل لتلك الأرض، وهذا المفهوم يرشدنا إلى المعنى الصحيح الخاص بالتصور المقترح للبحث، فهذا التصور هو رسم صورة ذهنية عن ماهية البحث والعناصر المكونة له، ويمكن القول في تعريف اصطلاحي متكامل عن هذا التصور بأنه عملية يتم خلالها رسم صورة مبدئية لهيكلية البحث شاملاً كافة عناصره وكذلك المعلومات المكونة له من البداية إلى النهاية، وذلك وفقاً للمعطيات المنطقية الخاصة بمشكلة البحث وفرضياته، وفيما يلي نبدأ بتفصيل هذا التعريف جزءاً وراء جزء:

  1. التصور الذهني: ويقصد به وضع صورة توقعية في الذهن، ولكن هنا يتم نقل ما يتبادر للذهن إلى الورق وفقاً للمنهجية العملية الخاصة بالتصور المقترح.
  2. هيكلية وعناصر البحث: يشمل هذا التصور كافة العناصر المكونة للبحث بدءاً بالخطة وعناصرها مثل (المشكلة، الفرضيات، العينة، أدوات الدراسة، منهجية الدراسة، المصطلحات، المراجع)، وكذلك الإطار النظري وترتيبه وصولاً إلى قائمة النتائج والفهارس.
  3. المعطيات المنطقية للمشكلة: هذه المعطيات تكون مبنية على أسس علمية. فكل مشكلة لها منطق يفسرها ويحللها. وفي هذا التصور يتم كتابة المعلومات وفقاً للمعلومات الموجودة لدى الباحث عن مشكلة البحث.

 كيف تكتب التصور المقترح للبحث؟ 

قبل أن تبدأ في كتابة مفهوم التصور المقترح لابد من القيام بخطوة رئيسية وهي (تحديد مشكلة البحث)، حيث أن تحديد المشكلة هي الشعلة الموقدة لكتابة التصور وكافة عناصر البحث الأخرى، فبعد تحديد المشكلة يتم النظر في محدداتها ومعطياتها لكتابة التصور وفقاً للمتطلبات الخاصة بهذه المشكلة، وفيما يلي من نقاط نرى خطوة بخطوة كيف تكتب التصور المقترح:

أولاً: ما تبدأ بكتابته في التصور الخاص للبحث هو عنوان البحث الكامل، وهذا العنوان يأتي من خلال اشتقاقه من مشكلة البحث، حيث أنك من المفترض أن تكون قد حددت المشكلة قبل البدء بكتابة التصور.

ثانياً: بالنظر إلى العنوان يتم تحديد الفرضيات والتي هي الجوانب الأساسية التي سيدور حولها مضمون البحث الكامل. ويشمل أيضاً استخلاص أهم المتغيرات.

ثالثاً: مصادر جمع المعلومات يتم تحديدها على جزأين الأول هو العينة البحثية وأدوات الدراسة التي سيتم استخدمها في دراسة العينة. والجزء الثاني هو المراجع والدراسات السابقة التي ستقتبس منها المعلومات.

رابعاً: المناهج العلمية التي سيتم اتباعها في مضمون البحث العلمي. حيث أن هذه المناهج يأتي تحديدها وفقاً للمعلومات التي تتوقع الحصول عليها.

خامساً: يتم تحديد أهم المصطلحات الدراسية التي سيعتمد عليها مضمون الإطار النظري للبحث. وهذه المصطلحات تكون بمثابة أساسيات لفهم البحث.

سادساً: يشمل التصور أيضاً الترتيب التسلسلي الذي ستقوم به في إعداد البحث، وذلك بكتابة الحدود الزمانية والمكانية وكذلك لإمكانيات المادية واللوجستية التي تحتاجها، إضافة إلى خطة سير عملية إعداد البحث.

سابعاً: يتم توقع النتائج التي من الممكن الوصول إليها من خلال البحث، حيث يشمل هذا التوقع تفسير منطقي للنتائج المتوقعة.


 أهمية كتابة التصور المقترح: 

تكمن العديد من جوانب الأهمية في كتابة التصور المقترح للبحث، حيث أن عملية كتابة هذا التصور تعتبر عملية استباقية وقائية من العديد من المشكلات التي قد تواجه الباحث في إعداد البحث، ولعل من توقع طبيعة العمل وتخيل خوض غماره يكون أكثر جرأة على تنفيذه وكذلك أكثر معرفة بخباياه، وبهذا يتضح لنا شيء بسيط من أهمية هذا التصور، وفيما يلي نورد العديد من جوانب الأخرى:

  1. اضافة إلى توقع المعيقات والعمل على الوقاية منها، فإن التصور المقترح يعمل على زيادة إدراك الباحث لجوانب تقوية البحث، وكذلك يكسر حاجز الخوف من بدأ الباحث في تنفيذ البحث.
  2. كتابة هذا التصور تعتبر خريطة مبدئية يمكن للباحث السير عليها في تنفيذ البحث، وكذلك تطوير طبيعة الأداء وفقاً للمعطيات الأولية التي يعكسها هذا التصور.
  3. هذا التصور يوفر على الباحث استهلاك قدراته التفكيرية في فترة إعداد البحث. حيث أن وجود هذا التصور يضبط تفكير الباحث ويحصر التشتت في الأفكار. وهذا كله يعمل على توفير الوقت والجهد.
  4. الحكم المبدئي على جودة مشكلة البحث ومدى مناسبتها للدراسة يظهر بشكل واضح في هذا التصور. حيث أن كافة خطوات التصور تعتبر تفسيراً للمشكلة وحيثياتها.
  5. غالباً ما تتشابه المعلومات الموجودة في التصور مع  المعلومات التي تكتب لاحقاً في خطة البحث. وهذا يعني أن التصور يمكن اعتباره البذرة الأولى لكتابة البحث.

خدمات الدراسات العليا

 شروط لابد منها في كتابة التصور المقترح: 

كتابة التصور بمواصفاته ذات الجودة العالية لابد وأن تتبع مجموعة من الشروط والمعايير. وهذه المعايير والشروط تكون مرتبطة بعناصر التصور. وكذلك بطريقة صياغتها، فبداية لابد أن يلتزم التصور بالارتباط الكامل بمشكلة البحث. حيث لابد أن تكون كافة عناصر هذا التصور مرتبطة ارتباط كامل بالمشكلة. ومن ثم لابد من الترتيب في العناصر فبداية يُشتق العنوان من المشكلة ثم الفرضيات ثم مصادر المعلومات وبعدها المناهج والمصطلحات وأخيراً توقع النتائج. وكذلك لابد أن يتم كتابة الفرضيات بشكل يوضح الوجه العام الذي سيتناوله البحث من موضوعات وجوانب مرتبطة بالمشكلة. وكذلك لابد وأن يكتب التصور وفقاً للمعلومات الموجودة الناتجة من قراءات سريعة للمشكلة ومشاهدات وتوقعات.

ولابد أيضاً من كتابة هذا التصور بلغة سهلة الفهم بعيدة عن الاسهاب والكلمات ذات ازدواجية المعنى، وكذلك يشترط أن يقدم التصور صورة كاملة غير منقوصة عن محتويات البحث النهائية، وكذلك يُفضل أن تتم كتابة التصور على اعتبار أنه مقترح البحث النهائي الذي سيتم تسليمه إلى لجنة الإشراف، ومن الشروط أيضاً أن يتطرق التصور إلى توقع المعيقات الذي قد تواجه الباحث في إعداد البحث، وكذلك لابد أن يلتزم الباحث بكتابة التصور وفقاً للمعطيات الحقيقية الموجودة، وكذلك لابد من خلو التصور من أي أخطاء لغوية سواء من الجانب النحوي أو الإملائي.


هل يُكتب مقدمة لهذا التصور؟

في فقرة كيفية كتابة التصور لم نورد أنه يتم كتابة مقدمة في التصور، وذلك لأن كتابة المقدمة في التصور تعتبر اختيارية، فالبعض يرى أن يتم كتابة مقدمة تشمل على مجموعة من المعلومات، والبعض يرى عدم كتابة مقدمة، وهنا نقول أن كتابة المقدمة يكون الأفضل في حال كانت المقدمة ستقدم للباحث فرصة لكتابة معلومات اضافية لما يدور في ذهنه حول البحث، وفي حال تم كتابة مقدمة فلابد أن تشمل المقدمة على المعلومات التالية:

  1. تبدأ مقدمة التصور المقترح بكتابة سبب اختيار المشكلة، ومن ثم التطرق لكيفية تناول هذه المشكلة في مضمون البحث.
  2. يكتب الباحث في المقدمة كل الفوائد التي سيعكسها مضمون البحث، إضافة إلى الأهداف التي يريد الوصول إليها من وراء البحث.
  3. يتطرق الباحث في هذه المقدمة لكتابة معلومات عن طبيعة أفراد العينة وأدوات الدراسة وسبب اختيار هذه العينة وكذلك سبب اختيار أدوات الدراسة.
  4. في المقدمة أيضاً يوضح الباحث سبب اختياره لمناهج البحث العلمي التي سيسلكها في بحثه لجمع وصياغة المعلومات.

 التصور المقترح ودوره في كتابة البروبوزال: 

يعتمد البروبوزال (مقترح البحث) على التصور المقترح بشكل أساسي في كتابة المعلومات، والذي يتناول التصور المقترح والبروبوزال ويقارن بينهما سيجد أن ما لا يقل عن 80% من مضمون البربوزال موجود في التصور المقترح، والفرق بين التصور البحثي والبروبوزال بأن التصور يكون عبارة عن أمور توقعية غير مؤكدة، ولكن البروبوزال يكون قد اشتمل على معلومات سيتم تطبيقها بشكل فعلي، والبربوزال يتم تسليمه للجنة الإشراف، ولكن التصور البحثي يظل للباحث فقط ولا يتم تسليمه للجنة الإشراف، وكذلك فإن التصور البحثي يكون عبارة عن دراسة تمهيدية لكتابة البربوزال.


 علاقة التصور بخطة البحث: 

تنبني خطة البحث في الأساس على المعلومات المكتوبة في البروبوزال. والبروبوزال يعتمد في أغلب مضمونه على معلومات من التصور المقترح. وبالتالي فإن العلاقة بين التصور والخطة هي علاقة تكاملية. فالمعلومات الأساسية الموجودة في الخطة يتم اقتباسها من التصور في حالة تثبيت المعلومات التوقعية الواردة في المقترح. وكذلك فإن كافة عناصر خطة البحث العلمي تكون عناصر موجودة في التصور البحثي. والناظر إلى تسلسل العناصر من المقترح للبروبوزال ومن ثم للخطة. فإنه بذلك يمكن أن يصل إلى قاعدة (التوقع ثم الاعتماد ثم التطبيق). فالتصور يقوم بالتوقع لما سيتم اجرائه في تنفيذ البحث. والبروبوزال يتم فيه اعتماد المعلومات الصحيحة الواردة في المقترح، والخطة تعتبر خريطة التطبيق لهذه المعلومات.


 مآخذ وعيوب على التصور المقترح: 

إلى جانب الأهمية الكبيرة التي يعكسها التصور المقترح، فإن هناك بعض العيوب التي تخذ عليه. ووجود هذه العيوب لا يعني استثناء كتابة هذا التصور. ولكن المعرفة بهذه العيوب يجعل لدى الباحث ادراكات حقيقية للميزان الحقيقي لهذا التصور. فمن العيوب أن المعلومات في التصور تنبني على مسلمات وعلى رؤوس أقلام وتوقعات لا على أسانيد علمية كاملة. وبالتالي قد تكون كثير من المعلومات التي تم كتابتها في التصور هي معلومات غير دقيقة يتم استثناؤها في البروبوزال وخطة البحث. وكذلك فإن المعرفة الكاملة بالظاهرة التي سيتناولها الباحث في بحثه يعتبر هو الأساس في كتابة هذا التصور. بالتالي أي خطأ بسيط في معرفة هذه الظاهرة سينعكس بشكل سلبي على المقترح. وكذلك من العيوب أن هذا التصور لا يمكن خلاله تحديد كامل المتغيرات وكامل الفرضيات التي سيتم اعتمادها في مضمون البحث.


 خلاصة المقال: 

بدأنا بتعريف التصور المقترح والذي هو ببساطة مجموعة من العناصر لما يتوقع الباحث حدوثه في تنفيذ البحث. وكذلك فإن عملية كتابة هذا التصور تنبني على تسلسل مجموعة من العناصر. ومنها العنوان ثم الفرضيات ثم مصادر جمع المعلومات ثم المناهج والمصطلحات والنتائج المتوقعة. ولهذا التصور مجموعة من الضوابط والمعايير التي تحكم كتابته. وكذلك فإن له فوائد عديدة ويؤخذ عليه بعض المآخذ. ووجدنا أن هذا التصور هو الممهد لكتابة البروبوزال وكذلك الممهد لكتابة خطة البحث.


 فيديو: كيفية كتابة مقترح البحث 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة