اطلب الخدمة
مجلات إلكترونية ثقافية
من بين التصنيفات المتعددة للمجلات وفقاً لمجالها تأتي المجلات الإلكترونية الثقافية كمجلات متخصصة في نشر مضامين الثقافة المختلفة، وهنا يمكن القول بأن المجلات الإلكترونية الثقافية هي عبارة عن مجلات تنتشر على شبكة الانترنت وتقوم بنشر مضامين الثقافة المختلفة، ولاحظ هنا أننا قلنا (الثقافة المختلفة)، فكلمة ثقافة تحتوي على الكثير من التخصصات بداخلها والتي سنورد أهمها في سياق الفقرات القادمة من هذا المقال، وكذلك سنقوم بالنظر في ماهية هذه المجلات وشروطها، وكذلك نتطرق إلى أهميتها لنصل إلى عرض مجموعة مميزة من المجلات الإلكتروني الثقافية العربية.
مجال الثقافة يشمل على الكثير من التخصصات التي لكل تخصص منها توجهه الذي يختلف عن الآخر. وبالتالي فإن من أهم خصائص المجلات الإلكترونية الثقافية هو نشرها الواسع للمضامين. فقد نجد مجلة واحدة تنشر ما يقارب ال 100 بحث ومضمون في الشهر الواحد. وكما لابد من ذكر أن أغلب هذه المجلات يكون لها نسخة ورقية في الأساس. وفيما يلي من نقاط نعرض أهم التخصصات التي تشملها هذه المجلات:
- أولاً: تخصص الأدب: الشعر والروايات والقصص والخواطر وكل ما له علاقة بالكتابة الأدبية، تركز الكثير من المجلات الإلكترونية الثقافية على نشر هذه المضامين لما لها من جمهور مميز مرهف الحسّ وخصب الفكر والخيال، وأكثر ما يميز هذه المضامين لغتها الأدبية التي تستخدم الاستعارات والتشبيهات والصياغات الأدبية.
- ثانياً: الثقافة العلمية: وهذا التخصص يشمل كافة صنوف العلوم الرئيسية والتي هي الكيمياء والفيزياء والأحياء. ونجد أيضاً أن هذا التخصص يقوم بنشر المضامين في إطار قوالب الدراسات الموسعة. ولهذا تعتبر هذه المجلات كثيرة النشر من ناحية عدد الصفحات.
- ثالثاً: الثقافة التراثية: تهتم هذه المضامين بنشر الموضوعات التي تتحدث عن التراث والعادات والتقاليد. ويأتي ضمنها النشر الخاص بالآثار واكتشافاتها.
- رابعاً: الثقافة الدينية: وفي هذا التخصص يتم نشر المضامين الدينية المختلفة من حيث الأحكام الدينية. والقصص الدينية والرقائق وغيرها، وهي كثيرة الانتشار في الوطن العربي.
- خامساً: الثقافة التاريخية: والتي تنشر الموضوعات التاريخية من أحداث ومجريات. وتتميز بأنها تعتبر من أهم المصادر لاقتباس المعلومات التاريخية.
- سادساً: الثقافة العامة: وهذا المصطلح يشمل كافة التخصصات الثقافية. ولعل كثير من المجلات تنتهج هذا التخصص وتقوم بالنشر في كامل الموضوعات الثقافية بتقسيم فصولها وفقاً للتخصصات.
ملاحظة: ليست هذه كافة التخصصات التي تنشرها المجلات الإلكترونية الثقافية، بل هذه أهم التخصصات. وهناك تخصصات أخرى عديدة مثل تخصص القضايا المعاصرة وتخصص الثقافة التقنية وغيرها.
تضع المجلات الإلكترونية الثقافية العديد من الشروط لقبول نشر المضامين عليها، حيث أن المضمون الثقافي المراد نشره لابد من التزامه بالعديد من الشروط التي تضمن جودته، وكذلك فإن الشروط توضع متخصصة بكل تخصص من التخصصات التي تنشرها هذه المجلات، ولعل هذه الشروط أيضاً تهتم بالقيمة الثقافية بالدرجة الأولى، هذا المقصد نزيل عنه الغموض في سياق النقاط التالية:
- لابد أن تلتزم المضامين بالشروط العامة بالنشر على أي مجلة، والتي تشمل الالتزام بسياسات التحرير وسياسات النشر، على سبيل المثال عدد أوراق المضمون الواحد وطريقة تنسيقه، وكذلك عناوين الموضوعات ومدى مناسبتها للنشر.
- عندما نتحدث عن المجال الثقافي فإننا بذلك نتحدث عن مجال واسع ومفتوح إلى حدّ كبير للعديد من الموضوعات، ويشترط في هذه الموضوعات أن تكون متحلية بالمسؤولية الاجتماعية ولا تضر أي فرد أو جماعة، على سبيل المثال بعض المضامين الأدبية تتجاوز حدود المسموح وتنشر قصص تحرض على العنف أو تحرض على نشر شيء غير أخلاقي.
- من الشروط للنشر على المجلات الإلكترونية الثقافية أن يتم تحديد تخصص القالب، وذلك لأن مجال الثقافة كما اتضح لنا في الفقرة السابقة من هذا المقال أنه مجال واسع يضم عدة تخصصات، فلابد أن ينتمي الموضوع لإحدى هذه التخصصات.
- لابد أن يغلب على المضمون المراد نشره طابع الثقافة لا طابع التخصص الداخلي، على سبيل المثال في نشر مضامين الثقافة العلمية لا يجب أن يكون المضمون متعمق إلى حدّ كبير في الكيمياء بل يكتفي برؤوس الأقلام كتعريف ثقافي بها فقط.
- لابد من مراعاة الجانب اللغوي في المضامين المراد نشرها، وذلك بالتأكد من خلو المضمون من أي أخطاء لغوية سواء كانت أخطاء املائية أو نحوية.
كلمة تثقيف تشير إلى تقديم المعلومات التي من شأنها زيادة الوعي والادراكات المختلفة لدى الأفراد، وعندما نقول أيضاً أن فلان مثقف فهذا يعني هذا الشخص على قدر من المعرفة، وهذا المقصد هو ما تدور حوله مميزات المجلات الإلكترونية الثقافية، حيث أن هذه المميزات تنبثق من طبيعة المضمونات التي تنشرها هذه المجلات، وكذلك فإن هذه المميزات تأتي أيضاً من حاجة القراء لمثل هذه المجلات، وفيما يلي نوجز أهم هذه المميزات:
- سعة تخصصات هذه المجلات تجعلها قادرة على نشرها موضوعات متنوعة، مما يزيد من مرونتها وانجذاب القراء نحوه.
- في نشر المضامين الأدبية نجد أن القارئ ينجذب نحو النصوص الأدبية المجمعة في قالب واحد لكتاب مختلفين، وذلك لأن المضامين الأدبية هي مضامين ذوقية أكثر ما هي فكرية، بالتالي تكون المجلات الثقافية قد تميزت بنشرها الأدبي.
- أحياناً يكون القارئ بحاجة إلى تكوين صورة ذهنية نحو أمر معين، ولكن طرح هذا الأمر في التخصصات العلمية يعتبر طرح صعب الفهم على القارئ الغير مهتم بذلك التخصص، وهنا تبرز ميزة المجلات الثقافية في التعريف بجوانب الثقافة العلمية.
- تتميز هذه المجلات بأنها تنشر مضامين ذات صيغة تثقيفية تهتم بإمتاع القارئ في القراءة، لا النشر التلقيني الذي يقدم المعلومات جامدة كما هي.
- من المميزات في هذه المجلات أنها تأخذ الطابع التجاري أكثر من الطابع العلمي، فنجد أم كثير منها يتم بيعه في المكتبات والمحلات.
- تتميز هذه المجلات أيضاً بأنها غالباً ما تكون دورية صدورها إما أسبوعية أو شهرية، وكذلك تتميز بأن لها جمهور قراء واسع نتيجة للتنوع في المضامين التي تنشرها.
- أغلب جمهور هذه المجلات يكون من الأدباء والمثقفين الغير متخصصين، بل الباحثين عن الثقافة بشكل عام.
- تتميز هذه المجلات باستخدامها لقوالب تصميم احترافية وجذابة، فيكثر فيها عرض الصور واستخدام الألوان، وكذلك بما أن كثير منها هدفه تجاري فيكثر فيها عرض الاعلانات.
لا تكاد تسجل مجلة واحدة من المجلات الإلكتروني الثقافية بأنها أكاديمية، حيث أن هذه المجلات تكون في مجملها غير متخصصة في المضامين العلمية أو المجالات الأكاديمية المحددة، بل تنشر الثقافة بشكل متخصص، وعندما نقول أنها تنشر الثقافة بشكل متخصص فهذا يعني أنها تنشر فقط في مجال ثقافي واحد يبعد بعض الشيء عن التناول العلمي، على سبيل المثال المجلات التي تنشر الأدب والمجلات التي تنشر التراث، وكذلك يمكن أن تكون هذه المجلات ذات طابع عام (وهو الأغلب)، بأن تنشر في تخصصات ثقافية متنوعة، والناظر إلى طبيعة هذه المجلات يجد أنها موجهة للقراء بهدف القراءة والامتاع فقط والتنمية الفكرية، وقليل هي المضامين التي يمكن الاعتماد عليها في الاقتباسات لأبحاث علمية، فهذه المجلات تهتم كثيراً بنشر الموضوعات التثقيفية لا الدراسات العلمية، ولهذا نجد أن الجامعات عندما تصدر مجلة تقوم بإصدارها في مجال متخصص مثل الطب والهندسة أو تقوم بإصدارها في مجالات علمية يتم تحكيم كل دراسة قبل نشرها.
بعد أن عرضنا مفهوم المجلات الإلكترونية الثقافية وتوقفنا على أهم التخصصات التي تنشرها والشروط الخاصة بالنشر عليها، وكذلك تطرقنا للمزايا التي تتمتع بها هذه المجلات، وكيف أن هذه المجلات لا تعتبر مجلات أكاديمية صادرة عن الجامعات، نأتي الآن لعرض مجموعة مميزة من المجلات الإلكترونية الثقافية العربية:
أولاً: مجلة إبداع: وهي مجلة تصدر عن الهيئة العامة للكتاب في مصر. وتتميز بأن المضامين الأدبية هي أكثر ما يتم نشره عليها. وتنشر أيضاً موضوعات ثقافية أخرى من أهمها الحضارة الفرعونية وتاريخ الدول. وهذه المجلة يغلب على ما تنشره قالب المقالات أكثر من الأبحاث.
ثانياً: مجلة العالم: وهي مجلة ثقافية تهتم بالفنون والآداب العربية. وأكثر ما يميز هذه المجلة أن توجه مضامينها لمخاطبة العالم، فنجد أن لها نسخة مترجمة باللغة الإنجليزية. وتأتي هذه المجلة ضمن المجلات الإلكترونية الثقافية ذات معامل التأثير المتقدم على قاعدة بيانات سكوبس. وتصدر هذه المجلة كل شهرين مرة.
ثالثاً: مجلة الفيصل: من أكثر المجلات الإلكترونية الثقافية المميزة والتي لها جمهور على مستوى الوطن العربي، حيث تصدر هذه المجلة من المملكة العربية السعودية وبالتحديد من مركز الملك فهد للبحوث والدراسات الاسلامية، وتهتم المجلة بالنشر في العديد من القضايا التي تهم الجمهور العربي، ويغلب على جمهورها أنهم من ذوي الثقافة المتوسطة، وكذلك تتميز بنشرها الخاص في زاوية قضايا النساء، وتنشر في عدة موضوعات منها التاريخ والتراث والسير الخاصة بالمؤثرين وغيرهم.
رابعاً: مجلة الفصول: يمكن القول بأن هذه المجلة من المجلات الثقافية الناقدة. فهي تهتم بنشر مضامين النقد الأدبي للأعمال الأدبية المختلفة. وتصدر المجلة عن هيئة الكتاب في مصر. وتتميز بأن عدد صفحاتها كبير حيث يصل إلى ما يقارب ال 400 صفحة في العدد الواحد.
أولاً: مجلة الهلال: من أقدم المجلات الثقافية في الوطن العربي، حيث بدأت بالصدور منذ عام 1892م. وتصدر هذه المجلة بشكل شهري عن مؤسسة دار الهلال في القاهرة. وكثير من المختصين يرجع هذه المجلة إلى أنها أول مجلة ثقافية عربية ظهرت. وتهتم بنشر المضامين الأدبية إلى جانب بعض المقالات التثقيفية العامة عن الصحة والتربية وغيرها.
ثانياً: مجلة الجديد: رغم أن هذه المجلة تصدر من لندن إلى أنها تنشر باللغة العربية وتتوجه إلى الجمهور العربي. وتعتبر من المجلات حديثة الصدور حيث بدأت بالصدور منذ العام 2015م، وتضم مجموعة من نخبة المثقفين والكتاب العرب. وتهتم كثيراً بنشر موضوعات ديناميكية مثل موضوع العولمة وموضوع صراع الحضارات، وكذلك تهتم بالنشر الأدبي لفئتي الشباب والأطفال.
ثالثاً: مجلة العربي: تأسست هذه المجلة عام 1958م، وتتميز بعناوينها الهامة والجذابة للقراء على مختلف مستوياتهم الثقافية. وتصدر هذه المجلة عن وزارة الإعلام الكويتية، وتهتم بالفنون والتاريخ والأدب واللغة والقضايا المعاصر. وتميزت هذه المجلة بعدد اصداراتها الضخم الذي فاق ال 700 إصدار حتى الآن. وكذلك يعتمد عليها الكثير من القراء في تحصيل الأفكار والمعلومات المفيدة.
رابعاً: المجلة العربية: وهي مجلة شهرية تصدر في السعودية بأمر من الملك فيصل. وتهتم بنشر موضوعات الأدب والفنون التشكيلية والموضوعات التي من شأنها إبراز دور الحضارة الإسلامية. وكذلك تتميز بإصدارها كتباً مرفقة مع أعدادها.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي